لجنة من التضامن تعمل على إنشاء قاموس موحد ولغة إشارة موحدة

لجنة من التضامن تعمل على إنشاء قاموس موحد ولغة إشارة موحدة

أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن تشكيل لجنة متخصصة تهدف إلى تطوير القاموس الإشاري الموحد، وذلك بهدف توحيد لغة الإشارة واستخدامها على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى اعتماد وترخيص مترجمين للغة الإشارة، وقد تم وضع خارطة طريق لإصدار قاموس إشاري موحد لجمهورية مصر العربية ليكون مرجعًا معتمدًا على مستوى البلاد، وتم الانتهاء من ضرورة إنشاء منصة إلكترونية رسمية للغة الإشارة في مصر.

كما تلقت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي تقريرًا من الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة برئاسة خليل محمد، حيث تؤكد الوزارة التزامها الثابت بدعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وحرصها على دمجهم بشكل كامل في المجتمع، ليس فقط كأفراد يحتاجون للدعم بل كشركاء فاعلين يمتلكون قدرات ملهمة.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 1.5 مليار شخص حول العالم يعانون من درجات مختلفة من فقدان السمع، وفي العالم العربي تُقدر أعداد الصم وضعاف السمع بأكثر من 10 ملايين شخص يواجهون تحديات يومية تتعلق بالتواصل والتعليم والحياة الاجتماعية.

تمثل الإعاقة السمعية في مصر نسبة تقارب 4.5% من إجمالي عدد الأشخاص ذوي الإعاقة وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

يعيش بيننا ملايين من الصم وضعاف السمع الذين يمتلكون طاقات كبيرة لا تقل عن غيرهم، إلا أنهم يواجهون تحديات في مجالات التواصل والتعليم وسوق العمل، مما يستدعي دور الدولة والمجتمع لإزالة الحواجز وتوفير بيئة شاملة تعزز قدراتهم وتطلق طاقاتهم.

وانطلاقًا من حرص وزارة التضامن الاجتماعي على رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ودعم التنسيق مع مختلف مؤسسات الدولة والعمل على عدم تهميشهم وتذليل العقبات التي تعوق اندماجهم في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين بمختلف إعاقاتهم خاصةً تلك المتعلقة بالسمع.

تسعى الوزارة لتعزيز الوعي المجتمعي بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة وخلق مجتمع إيجابي واعٍ بقضاياهم عامة وبالأشخاص ذوي الإعاقة السمعية خاصةً، كما تعمل على تحسين اتجاهات قبول دمجهم بالمجتمع واستثمار الجهود لتغيير السلوكيات المجتمعية السلبية تجاههم.

تنفذ الوزارة العديد من التدخلات التي تسهم في تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم في جميع جوانب الحياة بما يشمل الكشف المبكر عن الإعاقة بحضانات الطفولة المبكرة التابعة لها للفئة العمرية تحت سن 4 سنوات عبر تنظيم القوافل الطبية، كما توفر سماعات طبية للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية.

تقديم خدمات التدريب للصم وضعاف السمع

تعمل الوزارة أيضًا على تنمية المهارات اللغوية وتقديم خدمات التدريب للصم وضعاف السمع عبر (73) مركز لغوي موزعة على مستوى الجمهورية حيث بلغ عدد المستفيدين (8367)، وتشمل الخدمات الكشف المبكر وقياس السمع واستخدام طريقة اللفظ المنغم وتوفير السماعات الطبية لضمان فرص تنمية اللغة واكتسابها دون مواجهة صعوبات نفسية واجتماعية ومعرفية وتعزيز تواصلهم مع المجتمع الخارجي.

كما يتم تقديم برامج تدريبية عبر (6) مؤسسات مخصصة للصم وضعاف السمع تركز على تنمية المهارات السمعية والتعبيرية وتعليم طريقة اللفظ المنغم للاستفادة القصوى من البقايا السمعية لدى الأطفال بغض النظر عن درجتها، بالإضافة إلى تدريبهم على مهن مناسبة مثل الطباعة والنجارة وصناعة الجلود وغيرها بما يتناسب مع سوق العمل الحالي، كما تقدم برامج توجيه وإرشاد لأسر هؤلاء الأفراد لدعم الطلاب من خلال برنامج “تكافؤ الفرص التعليمية” الذي يغطي المصروفات المدرسية والجامعية للطلاب ضعيفي القدرة المالية وخاصةً ممن لديهم إعاقة سمعية.

نجحت الوزارة أيضًا في دمج عدد (587) طالب وطالبة من الصم وضعاف السمع بكليات التربية النوعية في (13) جامعة مصرية بدعم أجور عدد (83) مترجم لغة إشارة بتكلفة مالية تصل إلى 2.972.000 جنيه سنوياً.

في إطار دعم الطلاب الصم تم تكريم أوائل الدبلوم الثانوي الفني للصم وضعاف السمع خلال احتفالية نظمتها الوزارة ومنح بطاقة إثبات إعاقة وخدمات متكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة لتمكينهم من الاستفادة الكاملة مما يتيحه قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018 ولائحته التنفيذية عبر مكاتب التأهيل الاجتماعي المنتشرة بجميع أنحاء الجمهورية، كما يتم توجيه هؤلاء الأفراد وأسرهم للحصول على الدعم النقدي “كرامة” والمساعدات الشهرية وفقاً لشروط الاستحقاق المحددة.

تقوم الوزارة بمنح الشباب ذوي الإعاقة مشاريع تمكين اقتصادي وتوجيههم نحو الاستفادة من المشروعات الصغيرة ومشروعات الأسر المنتجة ومبادرات المرأة التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي فضلاً عن توفير قروض ميسرة أو مشروعات صغيرة لهم والمشاركة في المعارض لإبراز المنتجات والمشغولات اليدوية التي ينتجونها مما يشجعهم على الاستمرار في العمل والإنتاج مثل معرض ديارنا وغيره من الفعاليات المشابهة.

تم إطلاق المنصة الإلكترونية للتوظيف “تأهيل” بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة العمل لتقديم الدعم اللازم للأشخاص ذوي الإعاقة لتوفير فرص عمل تناسب ظروف إعاقتهم ومؤهلاتهم الدراسية إن وجدت بهدف دمجهم بسوق العمل وتنفيذ برامج تدريب مكثفة لتعليم مبادئ لغة الاشارة للعاملين بديوان عام الوزارة والمتعاملين مباشرةً مع الأشخاص ضعيفي القدرة سمعيًا بواقع ستة برامج استهدفت (145) موظفاً ويجرى حالياً إعداد برامج مماثلة للعاملين بمديريات التضامن الاجتماعي بمختلف محافظات الجمهورية الـ27.

أيضاً تقدم الوزارة خدمات التوجيه والإرشاد لأسر الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية لتعزيز قدرتهم على التعامل معهم ومساعدتهم لتنمية مهارات أبنائهم وتعزيز استقلاليتهم الحياتية.

على صعيد آخر أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تطبيق “واصل” الرقمي الذي يُمكن الأشخاص ذوي الاعاقة السمعية وصعوبات التواصل للوصول للخدمات سواء كانت حكومية أو خاصة بكل سهولة ويسر.