
أكد اللواء أركان حرب سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن الدولة المصرية قد استثمرت حوالي 1.2 تريليون جنيه في تنفيذ مشروعات تنموية كبرى في سيناء، والتي شملت مجالات متعددة مثل الزراعة والصناعة والعمران والاستثمار، بهدف تعزيز تعمير شبه الجزيرة وزيادة كثافتها السكانية، بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب من خلال التنمية الشاملة، مشيراً إلى أن القيادة السياسية تؤمن بأن التنمية هي الأداة الأساسية لتحقيق الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية “سيناء من التحرير إلى التعمير”، التي نظمتها جامعة سوهاج بحضور الدكتور حسان النعماني رئيس الجامعة، والدكتور عبد الناصر ياسين نائب رئيس الجامعة، وعدد من القيادات الجامعية والعسكرية وعمداء ووكلاء الكليات ومديري العموم والطلاب، وذلك بالمركز الدولي للمؤتمرات بمقر الجامعة الجديد.
وأوضح سمير فرج أن المشروعات القومية التي تم تنفيذها تضمنت إنشاء أنفاق “تحيا مصر” لربط شبه جزيرة سيناء بدلتا مصر، واستصلاح أكثر من نصف مليون فدان من الأراضي الزراعية، فضلاً عن إنشاء 7 مدن جديدة تستوعب نحو 5 ملايين مواطن، مما سيسهم في رفع عدد السكان من 600 ألف نسمة إلى أكثر من 5 ملايين خلال السنوات القادمة.
وأضاف فرج أن مشروعات التنمية شملت أيضاً إنشاء شبكة طرق حديثة وإعادة تشغيل خطوط السكك الحديدية إلى سيناء بعد توقف دام 57 عاماً، بالإضافة إلى تطوير قناة السويس والمنطقة الاقتصادية التابعة لها بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد القومي، مؤكداً أن هذه الإنجازات تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تنمية سيناء باعتبارها خط الدفاع الأول عن الأمن القومي المصري.
وأشار فرج إلى نجاح القوات المسلحة المصرية في تحرير أرض سيناء بالكامل من الاحتلال الإسرائيلي عقب انتصار أكتوبر المجيد عام 1973، ثم خاضت معركة أخرى لا تقل أهمية لتطهير أرض الفيروز من فلول الإرهاب منذ عام 2013 وحتى الآن بالتوازي مع جهود البناء والتعمير، مؤكداً على أن التنمية الشاملة تمثل السلاح الأقوى لتحقيق الأمن والاستقرار.
وشدد فرج على أن تضحيات أبناء القوات المسلحة ستظل رمزاً للفخر الوطني، داعياً الشباب المصري للحفاظ على مكتسبات الوطن ودعم مشروعات التنمية والاستقرار.
وخلال الندوة استعرض سمير فرج تاريخ سيناء الحافل بالنضال الوطني مشيراً إلى أن أرض الفيروز كانت عبر العصور مسرحاً لمعارك التحرير والدفاع عن مصر، مؤكدًا أن إرادة المصريين هي التي انتصرت في النهاية سواء في معارك السلاح أو معارك البناء.
من جانبه أعرب الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج في كلمته عن فخره واعتزازه بالاحتفال بذكرى تحرير سيناء مؤكداً أن هذا اليوم يعد رمزاً للكرامة الوطنية واسترداد الأرض بعد نصر عسكري وسياسي باهر، كما أشار إلى أن معركة أكتوبر كانت بمثابة درس قاسٍ للعدو الإسرائيلي وانتصاراً مدوياً للمؤسسة العسكرية المصرية التي أعادت كتابة التاريخ العسكري الحديث.
وأشاد النعماني بما حققته الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي من إنجازات ملموسة على أرض سيناء في مختلف مجالات التنمية مثل بناء مشروعات سكنية وتعليمية وصناعية وطبية متطورة بالإضافة إلى إنشاء 4 جامعات جديدة لدعم التعليم العالي في شبه الجزيرة.
وفي ختام الفعاليات أجرى اللواء سمير فرج حواراً مفتوحاً مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حيث أجاب خلالها على أسئلتهم واستفساراتهم قبل أن يقوم الدكتور حسان النعماني بإهدائه درع الجامعة تقديراً لدوره البارز في نشر الوعي الوطني.
تعليقات