
قام قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق له بزيارة المطران أدريان چوزيف غالباس، رئيس أساقفة وارسو للكنيسة الكاثوليكية، في بازيليك يوحنا المعمدان بالعاصمة البولندية وارسو.
أخذ رئيس الأساقفة ضيوفه في جولة مميزة داخل بازيليك يوحنا المعمدان، التي تُعتبر واحدة من أقدم وأعرق كنائس وارسو، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن التاسع عشر.
شملت الجولة زيارة السراديب الواقعة تحت البازيليك، والتي تضم قبور رؤساء الأساقفة وعدد من رجال الكنيسة.
بعد ذلك، انتقل الموكب إلى مقر رئيس الأساقفة المجاور للكاتدرائية، حيث استقبل المطران غالباس قداسة البابا معربًا عن سعادته بهذه الزيارة، وتحدث عن الرسالة المسيحية للعالم التي تهدف بشكل أساسي إلى الحفاظ على القيم ومعرفة الله.
الكنيسة ونشأتها
من جانبه، أعرب قداسة البابا عن شكره لحفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أهمية تبادل الخبرات بين الكنائس لتعزيز التقارب بينها، بالإضافة إلى الحوار اللاهوتي. كما قدم لمحة تاريخية عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ونشأتها على يد القديس مرقس الرسول عام 68 ميلاديًا، مؤكدًا أن هذه الكنيسة مبنية على الحب الحقيقي بين الراعي والرعية وبين الأسقف والكاهن والشعب. لذا فإن من تقاليدنا أن يعيش الكاهن وسط شعبه غير منفصل عنهم، قريبًا من أحزانهم وأفراحهم ليكون صورة حية للمسيح الراعي.
أعمدة التعليم الكنسي
كما تناول قداسته أحد أعمدة التعليم الكنسي في مصر وهو خدمة مدارس الأحد التي تهدف إلى غرس الإيمان المسيحي في قلوب الأطفال والشباب. وأشاد قداسة البابا بالاهتمام الذي توليه الدولة المصرية مؤخرًا لإعداد مناهج خاصة بالمقبلين على الزواج تشبه تلك التي تقدمها الكنيسة. واستعرض جوانب الخدمة الأخرى قائلاً: “نقدم خدمات متعددة لقطاعات الشعب المختلفة: للشباب برامج جماعية لقاءات لإعداد الشباب والشابات للزواج لنهيئهم لمسؤوليات الحياة الأسرية على أسس مسيحية. واجتماعات للعمال والسيدات والأطباء والمحامين حيث نحاول أن نكون قريبين من احتياجات كل فئة من فئات المجتمع”
وأكد قداسة البابا أن الكنيسة القبطية لا تقتصر فقط على الرعاية الروحية بل تهتم أيضًا بالجوانب الاجتماعية والإنسانية.
وتحدث قداسته عن الاحتفالات الكبرى قائلاً: “في مناسبات أعياد القديسين مثل عيد السيدة العذراء والقديس مارجرجس والشهيدة دميانة يحتشد الملايين من المؤمنين ليعيشوا معًا فرح الإيمان وتنتعش قلوبهم بروح القداسة والرجاء. لدينا دير القديسة دميانة الذي يضم أكثر من 300 راهبة ومكرسة يخدمن بحب وصمت وسط شعب الله”
علاقات طيبة
ثم تحدث قداسته عن وضع الكنيسة داخل المجتمع المصري مشيرًا إلى أن المصريين يعيشون معًا في علاقات طيبة. وعلاقاتنا جيدة كذلك مع جميع مؤسسات الدولة والأزهر الشريف ومع الرئيس والبرلمان وجميع الكنائس المسيحية حيث نؤمن بأن المحبة لا تسقط أبدًا وأنها وحدها قادرة على فتح مغاليق القلوب وتقود إلى السلام الحقيقي.
وأضاف: “لقد تحسن وضع المسيحيين في مصر كثيرًا. وعندما وقع الهجوم على أكثر من مئة كنيسة ومبنى خدمي عام 2013 في بداية خدمتي كبطريرك كانت كلمة واحدة من الرب كافية لحفظ السلام حين قلت لشعبي: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن. وقد استجاب الله لصلواتنا وقامت الحكومة المصرية بإعادة بناء جميع الكنائس المدمرة بأفضل صورة”
واختتم قداسته كلمته قائلاً: “نشكر الله على هذه الزيارة المباركة ونعبر عن محبتنا وشكرنا لكم جميعًا. نأمل أن تزورونا قريبًا في مصر حيث ستجدون قلوباً مفتوحة وكنائس وأديرة غارقة في نور المحبة”
في ختام اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية بين قداسة البابا تواضروس ورئيس الأساقفة غالباس.
تعليقات