تعليم المرأة أساس لتحقيق أهداف التنمية

تعليم المرأة أساس لتحقيق أهداف التنمية

شاركت المستشارة أمل عمار، رئيسة المجلس القومي للمرأة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول دور المرأة في التعليم والقيادة، الذي نظمته كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA University)، بحضور الدكتور أيمن دياب، عميد الكلية، وعدد من الخبراء والمتخصصين والشخصيات العامة.

وفي كلمتها، قدمت المستشارة أمل عمار خالص الشكر والتقدير لجميع القائمين على تنظيم هذا المؤتمر الهام الذي يتناول دور المرأة في مجالات التعليم والقيادة، مشيرة إلى أن المرأة المصرية لعبت أدوارًا قيادية عبر العصور المختلفة، بدءًا من العصر الفرعوني وصولًا إلى الجمهورية الجديدة والعصر الذهبي للمرأة المصرية، حيث تتمتع مصر بإرادة سياسية حقيقية تدعم تمكين المرأة، وأصبح تعزيز دورها في المجتمع نهجًا ثابتًا تتبناه الدولة بوعي والتزام واضحين، وهو ما تجسد من خلال إصدار التشريعات الداعمة لمشاركتها وإطلاق الاستراتيجيات التي تعزز وجودها في مختلف المجالات.

وأوضحت رئيسة المجلس أن دستور 2014 يمثل نقطة تحول مهمة لدعم حقوق المرأة، حيث نصت المادة (11) على تحقيق المساواة بين الجنسين في كافة المجالات وألزمت الدولة بضمان تمثيل المرأة في المجالس النيابية وإتاحة الفرص لها في الوظائف العامة والمناصب القيادية دون تمييز، مع توفير الحماية لها من جميع أشكال العنف ودعم التوازن بين العمل والأسرة، وقد وصل تمثيل النساء في مجلس النواب إلى 27% و14% بمجلس الشيوخ مع ضمان 25% من مقاعد المجالس المحلية القادمة.

كما أطلقت الدولة عام 2017 “الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030″، التي وضعت إطارًا شاملًا لتعزيز مشاركتها في التنمية عبر تمكينها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وضمان تكافؤ الفرص في جميع القطاعات.

وأضافت المستشارة أمل عمار أنه انطلاقًا من هذه الرؤية تم تنفيذ العديد من برامج التأهيل والتدريب التي استفادت منها آلاف السيدات لإعداد جيل جديد من القيادات النسائية القادرة على المشاركة الفاعلة في صنع القرار؛ حيث تم تحديث المناهج الدراسية لإدماج مفاهيم المساواة بين الجنسين والتمكين السياسي وحقوق الإنسان لضمان تكوين وعي مجتمعي داعم لدور المرأة.

كما تم إطلاق مجموعة من البرامج التدريبية المتخصصة مثل برنامج “المرأة تقود” بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية للتدريب والبرنامج الوطني للمرأة في القيادة وبرنامج الزمالة في تورين اللذين يهدفان إلى تعزيز مهارات المرأة داخل المؤسسات الحكومية. بالإضافة لذلك، قدم برنامج ماجستير متخصص منذ عام 2016 حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والتنمية بالجامعات الحكومية وغيرها الكثير.

وفي المجال القضائي، أُطلق البرنامج القومي لتأهيل القاضيات المصريات بالتعاون مع وزارة العدل والمجلس القومي للمرأة لتمكين النساء للوصول إلى المناصب القضائية العليا وتعزيز حضورهن داخل الجهات والهيئات القضائية.

وأكدت المستشارة أمل عمار أن هذه الجهود المستمرة انعكست بشكل إيجابي على تحقيق أعلى نسبة تمثيل للمرأة داخل مجلس الوزراء بلغت 25%؛ حيث تتولى النساء حقائب وزارية مؤثرة مثل التعاون الدولي والتخطيط والتنمية الاقتصادية والبيئة والتضامن الاجتماعي والتنمية المحلية كما يمثلن عنصرًا أساسيًا ضمن المجموعة الوزارية للتنمية البشرية. كذلك بلغت نسبة نائبات الوزراء 27% ونائبات المحافظين 31% مما يعكس حضوراً متزايداً للنساء بالمناصب التنفيذية.

وامتدت الإنجازات المتعلقة بتمكين المرأة لتحقيق إنجازات غير مسبوقة؛ إذ شهدت السنوات الأخيرة تعيين نساء كقاضيات لأول مرة بتاريخ مصر بمجلس الدولة والنيابة العامة وهو إنجاز تاريخي يمثل خطوة جديدة نحو تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين. كما أصبحت النساء جزءاً فعالاً ضمن منظومة صنع القرار الاقتصادي بتعيين نائبات لمحافظ البنك المركزي ولأول مرة مستشارة لرئيس الجمهورية للتنمية الاقتصادية وأيضاً مستشارة لرئيس الجمهورية للأمن القومي.

وعلى الصعيد الدولي، تجلت هذه الجهود بتحقيق مصر تقدماً ملحوظاً بالمؤشرات العالمية لتمكين النساء؛ فقد تقدمت البلاد 22 مركزاً بمؤشر عدم المساواة بين الجنسين التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتحتل المركز 109 عام 2021 مقارنةً بالمركز 131 عام 2014. كما شهد مؤشر التمكين السياسي للنساء الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي تقدم مصر بـ49 مركزاً لتصل إلى المركز 85 عام 2023 بعد أن كانت تحتل المركز134 عام 2014 مما يعكس نجاح الجهود المبذولة لتعزيز مشاركة النساء بصنع القرار. وأشارت رئيسة المجلس إلى إطلاق مصر إطارها الوطني للاستثمار بالفتيات برعاية السيدة انتصار السيسي ويضم برنامج نورة الذي تم اطلاقه بعدة محافظات ليشمل تمكين الفتيات من سن10 إلى14 عاماً لإمدادهن بالمعرفة والمهارات اللازمة لتنمية قدراتهن وتم الاحتفال بتخريج أول دفعة تضم6125 فتاة.

ولم تقتصر جهود مصر على المستوى المحلي فقط بل امتدت أيضًا للدور الإقليمي والدولي؛ فترأست البلاد الشبكة الإقليمية لدعم المساواة بين الجنسين وتمكين النساء بالقطاع العام وعقدت شراكات مع العديد من المنظمات العالمية للاستفادة من التجارب العالمية وتبادل الخبرات بمجال تمكين النساء.

كما تم إطلاق حملات توعوية كبرى مثل “التاء المربوطة سر قوتك” والتي نجحت بتحقيق456 مليون وصول وحملة “لأني رجل” لإشراك الرجال بدعم تمكين النساء وحملة “طرق الأبواب” التي استهدفت توعية النساء بحقوقهن السياسية والاجتماعية.

أيضاً أطلقت الدولة جائزة تكافؤ الفرص وتمكين النساء ضمن جوائز التميز المؤسسي لتشجيع المؤسسات الحكومية على دمج سياسات المساواة بين الجنسين وقد حصلت مصر على ختم المساواة بين الجنسين من الأمم المتحدة لتكون ثاني دولة عالمياً تحقق هذا الإنجاز بالقطاع الخاص.

وأشارت المستشارة أمل عمار أيضًا إلى أن المؤتمر اليوم يناقش قضية هامة جداً وهي التعليم؛ وفي هذا السياق أكدت أن تعليم الفتيات يُعد حجر الأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة إذ لا يمكن لأي مجتمع إحراز تقدم شامل دون تمكين نصفه الآخر فالنساء المتعلمات أكثر قدرةً على المشاركة الفاعلة بجميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما ينعكس إيجابياً على الأسرة والمجتمع بأسره. كما يسهم تعليم الفتيات بشكل كبير الحدّ من الفقر وتحسين الرعاية الصحية وتعزيز المساواة بين الجنسين ورفع مستوى الوعي لدى الأجيال القادمة لذا فإن الاستثمار بتعليم الفتيات هو استثمار بمستقبل أكثر عدالة واستدامة.

وأضافت أن المجلس القومي للمرأة يضم تشكيل لجانه لجنة خاصة للتعليم تضم نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين بهذا المجال الهام وتختص بدراسة وتقييم السياسة العامة بمجالات التعليم المتعلقة بإدماج النساء بالتنمية وتقديم الاقتراحات والتوصيات بهذا الشأن. كما يشارك المجلس ببرنامج “هي تقود” الذي يعد الأول لدعم طالبات التعليم الفني بمصر لتنشيئة جيل جديد من رائدات الأعمال المصريات عبر تبني أفكار المشاريع الابتكارية التي تخدم المجتمع وتوفر مصدر دخل للطالبات بالمستقبل. وأكدت رئيسة المجلس أنه انطلاقاًَ من هذا المؤتمر سيتم تنظيم العديد من الندوات المشتركة ما بين كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للمعلومات الحديثة والمجلس القومي للمرأة بهدف التوعية بقضايا النساء وإنجازات الدولة لحمايتهن ضد كافة أشكال العنف.

واختتمت المستشارة أمل عمار كلمتها بالتأكيد على أن الإرادة السياسية الداعمة لتمكين النساء تُعتبر كلمة السر وراء التقدم الذي حققته مصر بهذا المجال وترقب المزيد والمزيد مِن المناصب خلال عهد الذهب النسائي تحت قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية فالطريق لا يزال مفتوحا لمزيدٍ مِن العمل والتعاون ما بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية لضمان مشاركة واسعة وأكثر استدامة للنساء بصنع القرار.

وفي ختام المؤتمر قام الدكتور أيمن دياب عميد كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب بإهداء درع الجامعة للمستشارة أمل عمار تقديراً لجهودها الكبيرة نحو دعم وتمكين المرأة المصرية.