
أعلنت السلطات الإيرانية اليوم الاثنين عن إخماد حريق نشب في ميناء بمدينة بندر عباس، والذي شهد انفجارًا مروعًا أسفر عن ارتفاع عدد القتلى إلى 65 شخصًا على الأقل.
حريق ميناء في إيران
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي قامت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية بتحليلها الدمار الهائل الذي خلفه الانفجار، مما أدى إلى إصابة أكثر من ألف شخص.
وجاءت هذه الصور من شركة بلانيت لابس بي بي سي في وقت أثارت فيه التقارير الإخبارية المحلية تساؤلات عديدة حول أسباب الانفجار الذي وقع يوم السبت الماضي في ميناء رجائي بالقرب من بندر عباس.
وقد أعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مؤمني عن إخماد الحريق، بينما أفاد محافظ هرمزغان محمد عاشوري تازياني بعدد القتلى الذين سقطوا جراء الحادث.
وذكرت تقارير أن الميناء استقبل مكونًا كيميائيًا يستخدم كوقود صلب للصواريخ الباليستية، وهو ما نفته السلطات رغم عدم توضيحها لمصدر القوة التي أدت إلى هذا الدمار الكبير.
كما أدى الانفجار يوم السبت إلى تدمير مبنى مجاور لموقع الانفجار، بالإضافة إلى تضرر معظم مبنى آخر يقع مباشرة غرب الموقع المتضرر.
وكان واضحًا من قوة الانفجار وجود حفرتين بقطر حوالي 50 مترًا (165 قدمًا)، كما بدت حاويات قريبة محطمة ومنتفخة نتيجة للانفجار والنيران الشديدة التي تبعته.
ولم تقدم السلطات حتى الآن أي تفسير يتعلق بأسباب الانفجار الغامض.
وقود الصواريخ
وتفيد شركة الأمن الخاصة “أمبري” بأن الميناء تلقى مادة كيميائية تستخدم كوقود للصواريخ في مارس الماضي.
وكانت هذه المادة جزءًا من شحنة بيركلورات الأمونيوم القادمة من الصين على متن سفينتين متجهتين إلى إيران، وهو ما كشفت عنه صحيفة “فاينانشيال تايمز” لأول مرة في يناير الماضي.
ويُعتقد أن المادة الكيميائية المستخدمة في صناعة الوقود الصلب للصواريخ كانت ستستخدم لتجديد مخزونات الصواريخ الإيرانية التي تم استنفاذها جراء الهجمات المباشرة على إسرائيل خلال الحرب مع حماس في قطاع غزة.
ورغم ذلك، نفى الجيش الإيراني استلام تلك الشحنة الكيميائية المثيرة للجدل.
وقد ظهرت لقطات فيديو نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظة وقوع الانفجار، حيث كان هناك دخان أحمر اللون يتصاعد من الحريق قبل وقوع التفجير نفسه، مما يشير إلى احتمال استخدام مركب كيميائي مشابه لما حدث في انفجار مرفأ بيروت عام 2020.
وفي وقت متأخر من يوم الأحد، نقلت وكالة أنباء “إيرنا” الإيرانية شبه الرسمية عن سعيد جعفري، الرئيس التنفيذي لشركة الخدمات البحرية العاملة في الميناء قوله إن هناك معلومات مضللة تتعلق بالشحنة التي انفجرت، واصفاً إياها بأنها “خطيرة للغاية”.
وأضاف جعفري: “وقع الحادث نتيجة بيان خاطئ حول البضائع الخطرة وتسليمها بدون وثائق وعلامات واضحة”
كما أفادت تقارير أخرى لوكالة أنباء “إيسنا” شبه الرسمية بأن الشحنة المسؤولة عن الانفجار لم تُبلّغ عنها سلطات الجمارك أيضًا.
تعليقات