
“الاحتلال لا يكتفي بالقصف، بل يمنع الماء والدواء والغذاء عن أطفالنا… إنه يُبيد النسل الفلسطيني”، بهذه الكلمات اختصر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، المشهد الصحي والإنساني الذي يعد الأقسى منذ عقود، متهمًا الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وخاصة الأطفال والنساء.
وفي مقابلة تليفزيونية، أكد البرش أن إغلاق المعابر بشكل كامل منذ بداية الحرب أدى إلى تفاقم انهيار المنظومة الصحية، مما أدخل المستشفيات في “حالة تدهور غير مسبوقة”، مشيرًا إلى أن القطاع الصحي ينهار تدريجيًا وسط غياب الأدوية والمستلزمات الطبية، وحرمان الطواقم الطبية من الحركة.
كما أشار البرش إلى أن الأطفال هم الأكثر تضررًا من تداعيات الحصار والحرب، موضحًا أن أكثر من 40 ألف طفل أصبحوا أيتامًا نتيجة الظروف الراهنة، وأن 100 طفل فقدوا حياتهم وهم ينتظرون فتح المعبر لتلقي العلاج الضروري، ولفت إلى أن نحو مليون طفل في غزة محرومون من المساعدات المنقذة للحياة بسبب تعمد الاحتلال منع دخول أي إمدادات إنسانية.
وأضاف البرش أن عدد الضحايا جراء التبعات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض والعطش بات يتجاوز أولئك الذين قضوا تحت القصف، مما يدل على اتساع رقعة الموت الصامت الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني.
من بين 38 مستشفى في غزة، لا يعمل سوى 20 بشكل جزئي فقط، وسط عجز تام عن تقديم خدمات الجراحة والطوارئ والعناية المركزة. وتابع البرش: “نفتقد إلى الماء والكهرباء، ولا نستطيع تشغيل الأجهزة الطبية… ما تبقى من المستشفيات ينهار أمام أعيننا”
وفي تطور خطير، كشف البرش أن الاحتلال اعتقل أكثر من 360 من الكوادر الطبية في غزة، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يُوجب حماية العاملين في القطاع الصحي خلال فترات النزاع.
وختم الدكتور البرش تصريحاته بتوجيه نداء عاجل للمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية مطالبًا إياها بـ”تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية”، والعمل فورًا على فتح المعابر وإدخال المساعدات الطبية والإنسانية لإنقاذ ما تبقى من الأرواح في قطاع يحتضر.
تعليقات