عبّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن استيائه الكبير من حجم الدعم المالي الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بداية الحرب، حيث أشار إلى أن هذه الأموال تم صرفها دون تحقيق أي نتائج ملموسة، محمّلًا الإدارة السابقة برئاسة جو بايدن المسؤولية الكاملة عن ذلك.
وخلال اجتماع حكومي، قال ترامب: “عندما توليت الرئاسة، استفسرت عن مقدار الأموال التي قدمناها لأوكرانيا، وكان الرقم المفاجئ حوالي 350 مليار دولار، دون وجود ضمانات أو مقابل فعلي”
وأضاف مستنكرًا: “كنا نلقي الأموال من النافذة وكأنها بلا قيمة. بايدن هو من فعل ذلك. إنها حرب بايدن وليست حرب ترامب”
وفي انتقاد جديد حاد، جدد ترامب موقفه الرافض للدعم غير المشروط لكييف، واصفًا الحرب بأنها “مهزلة سمح بها زيلينسكي وبايدن”.
وأشار إلى أن “الأداء الفظيع” للرئيس الأوكراني ونظيره الأمريكي ساهم في تفاقم الأزمة، مضيفًا: “لو لم تكن انتخابات 2020 مزورة، وهذا ما أؤمن به بشدة، لما اندلعت هذه الحرب أصلاً”، معتبرًا أنه كان بالإمكان تجنب الصراع لو وُجدت قيادة مختلفة، مضيفًا أن “الأوان فات الآن لكن يجب علينا وقف هذا النزيف سريعًا”
تأتي تصريحات ترامب في ظل تصاعد الجدل السياسي داخل الولايات المتحدة حول استمرار الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، خاصة مع تزايد الأصوات في الكونجرس التي تطالب بإعادة تقييم هذا الإنفاق.
كما يسعى ترامب لترسيخ فكرته بأن إدارته كانت ستتبنى نهجًا مختلفًا للتعامل مع الأزمة، في محاولة للتميّز عن بايدن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد دأب منذ بداية الغزو الروسي على التقليل من أهمية المواجهة ورفض تحميل روسيا وحدها المسؤولية منتقدًا التورط الأمريكي في نزاعات خارجية لا تخدم مصالح واشنطن.
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المفاوضات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن اتفاق شامل يتضمن وصولاً أمريكيًا إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية وخاصة المعادن النادرة.
كما يسعى البيت الأبيض لطمأنة الحلفاء الأوروبيين بشأن استمرار الدعم لكييف رغم التباين الداخلي الأمريكي. وتظل المواقف المتشددة التي يتبناها ترامب جزءًا من صراع أوسع بين رؤيتين مختلفتين للسياسة الخارجية الأمريكية: واحدة تميل نحو الانسحاب وإعادة التموضع والأخرى ترى في دعم أوكرانيا التزامًا استراتيجيًا ضروريًا لمواجهة روسيا
تعليقات