
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال اجتماع حكومي، عن توقيع الولايات المتحدة اتفاقًا رسميًا مع أوكرانيا يتيح لواشنطن الوصول إلى الموارد المعدنية النادرة في الأراضي الأوكرانية، مشددًا على أن هذه الاتفاقية تضمن حماية الاستثمارات الأمريكية، وتعتبر عامل استقرار في المناطق التي ستشهد عمليات التنقيب.
وفي سياق حديثه، قال ترامب: “لقد أبرمنا صفقة تضمن حماية أموالنا، وتمكننا من البدء في التنقيب والقيام بما يتوجب علينا، وهذا مفيد لهم أيضًا، حيث سيتواجد حضور أمريكي في مواقع التنقيب، مما سيمنع العديد من الجهات الخبيثة من الاقتراب من البلاد أو بالأحرى من المناطق التي نجري فيها عمليات التنقيب”.
هذا الاتفاق الذي تم الإعلان عنه رسميًا مساء الأربعاء جاء بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة التي بدأت في فبراير الماضي، حينما انهارت المحاولة الأولى لتوقيعه خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن، إثر مشادة كلامية علنية مع ترامب الذي اتهمه بعدم احترام ضيوف البيت الأبيض، بينما وصف نائب الرئيس جي دي فانس الرئيس الأوكراني بأنه “ناكر للجميل”، وطلب منه مغادرة المكان.
ورغم تلك التوترات بين الطرفين، تمكنوا من تجاوز الخلافات والتوصل إلى اتفاق نهائي كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، التي أكدت أن الصفقة تمنح الولايات المتحدة امتيازات استثمارية في قطاع المعادن الأرضية النادرة دون المساس بالسيادة الأوكرانية على مواردها الطبيعية.
من جهتها، أوضحت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ووزيرة الاقتصاد يوليا سفيريدينكو أن الاتفاق ينص على شراكة اقتصادية مع الولايات المتحدة مؤكدة أن “أوكرانيا تحتفظ بكامل سيادتها على مواردها ولا توجد أي بنود تمس بملكية أو إدارة الشركات العامة”، وأشارت إلى أن تنفيذ الاتفاق مرهون بموافقة البرلمان الأوكراني كخطوة ضرورية لتفعيل بنوده بشكل رسمي.
وقد أثار هذا الاتفاق جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية إذ يرى مؤيدوه أنه يمثل دفعة قوية للاقتصاد الأوكراني المتضرر من الحرب كما يوفر حماية غير مباشرة عبر وجود أمريكي على الأرض، بينما يخشى المعارضون أن يشكل ذلك مدخلاً لنفوذ أمريكي متزايد في القطاعات السيادية الحساسة داخل أوكرانيا.
ويأتي هذا التطور بعد رفض كييف سابقًا التوقيع على وثائق جانبية طرحتها واشنطن ضمن الاتفاق قبل أن يتم التوصل إلى تسوية مرضية للطرفين. وتشير التقديرات إلى أن الصفقة قد تفتح الباب أمام استثمارات أمريكية بمليارات الدولارات في مجالات التنقيب عن المعادن بما في ذلك العناصر النادرة المستخدمة في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية المتقدمة.
تعليقات