
حث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم أمس الأربعاء، كلاً من الهند وباكستان على التعاون معًا لتهدئة التوترات المتزايدة التي أعقبت الهجوم الدموي الذي نفذه متشددون في الجزء الذي تديره الهند من إقليم كشمير المتنازع عليه الأسبوع الماضي.
جاء هذا التحرك الدبلوماسي الأمريكي في ظل حالة من الترقب الإقليمي والدولي لمستجدات التصعيد بين الجارتين النوويتين.
ووفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية في بيانين منفصلين، فقد أجرى روبيو محادثتين هاتفيتين مع وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، حيث ناقش مع كل طرف سبل احتواء التوتر وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
وخلال المحادثة مع الوزير الهندي، عبّر روبيو عن دعم الولايات المتحدة الثابت للهند في مواجهة التحديات الأمنية، مؤكدًا تضامن واشنطن معها في جهودها للتصدي لما وصفه بـ”التطرف العنيف”، كما أعرب عن تعازي بلاده في ضحايا الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، بحسب ما أفادت به وكالة “رويترز”.
أما في محادثته مع رئيس الوزراء الباكستاني، فقد شدد روبيو على ضرورة تعاون إسلام آباد الكامل مع التحقيقات الجارية بشأن الهجوم، مشيرًا إلى أن الشفافية والتعاون الأمني يمثلان عنصرين أساسيين لتهدئة الوضع وتفادي مزيد من التصعيد بين البلدين.
وكانت العلاقات الثنائية بين نيودلهي وإسلام أباد قد دخلت مجددًا في دوامة التوتر بعدما اتهمت الحكومة الهندية باكستان بالضلوع في الهجوم الذي استهدف مدنيين في منطقة باهالجام بالجزء الخاضع لسيطرتها من كشمير الأسبوع الماضي، والذي أسفر عن عدد كبير من القتلى، ويعد أحد أكثر الحوادث دموية بحق المدنيين بالإقليم منذ نحو 25 عامًا.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مصدر حكومي هندي رفيع أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي منح الجيش “الحرية الكاملة للتحرك” ردًا على هذا الهجوم.
في المقابل، نفت إسلام أباد بشكل قاطع أي ضلوع لها في الحادث، حيث قال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار في بيان صدر فجر الأربعاء إن بلاده تمتلك معلومات استخباراتية تؤكد نية الهند تنفيذ ضربة عسكرية خلال الساعات المقبلة، مشددًا على أن “أي عمل عدواني سيُقابل برد حاسم”.
ومع ذلك أوضح وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار أن بلاده لن تبادر بالهجوم داعيًا إلى ضبط النفس وتفادي الانزلاق نحو مواجهة مسلحة.
تعليقات