مشاركة مصر في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025

مشاركة مصر في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025

أكد أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أن المشاركة المصرية في مهرجان “الشارقة القرائي للطفل 2025” في دورته السادسة عشرة، تتميز بغناها وثرائها، حيث يشارك عدد كبير من الناشرين والكتاب المصريين، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من البرامج الثقافية، مما يعكس مكانة مصر الثقافية والتاريخية.

وأشار العامري في حديثه لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط خلال معرض الشارقة القرائي للطفل، إلى وجود خطط لمشاريع مشتركة مع الجانب المصري، وقد تم مناقشة هذه المشاريع مع الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة خلال مشاركته في افتتاح المهرجان يوم 23 أبريل الماضي، وسيتم الإعلان عن تفاصيل هذه المشاريع في الوقت المناسب، وهي ستكون إضافة مميزة للمشهد الثقافي العربي.

وأضاف: “رسالتنا في الشارقة واضحة وهي الارتقاء بالثقافة العربية أينما وجدت، لأن تقدم الثقافة العربية يعني تقدم الإنسان العربي، ونحن نعمل يداً بيد مع جميع الشركاء لتحقيق هذه الرؤية”.

وفيما يتعلق بالدورة السادسة عشر من مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025، أوضح العامري أن هيئة الشارقة للكتاب حرصت على تقديم برامج متكاملة تلامس جميع الجوانب التربوية والترفيهية للأطفال بتوجيهات من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة، لذا تم تصميم برامج نوعية تتناسب مع جميع الفئات العمرية تشمل أنشطة للأطفال بمختلف أعمارهم وبرامج توعوية للآباء والأمهات وورش متخصصة في صناعة كتاب الطفل على مدار أحد عشر يوماً لتوفير بيئة تعليمية ترفيهية فريدة.

وأوضح أن المهرجان لم يكن مناسبة إماراتية محلية فقط بل منصة عالمية متعددة الثقافات جمعت مشاركين من أكثر من سبعين دولة يحمل كل منهم فكره وأدبه وطريقته في التعبير، وهذه التعددية ليست مجرد تنوع بل هي مصدر ثراء فكري وثقافي يُغني الأطفال ويزرع فيهم حب الاكتشاف والانفتاح على الآخر.

وأضاف أنه انطلاقاً من مشاركتنا الفاعلة في هذه الفعاليات الثقافية نؤكد في دولة الإمارات العربية المتحدة على الإيمان الراسخ بأهمية القراءة والكتابة كركيزة أساسية لبناء الأجيال الجديدة، وما نقدمه في هذا المهرجان الثقافي الكبير لا يقتصر على خدمة مجتمع دولة الإمارات فحسب بل يمتد ليشمل مختلف المجتمعات العربية والعالمية حيث نستقبل مجتمعاً متنوع الأطياف والجنسيات يشارك فيه متخصصون من سبعين دولة حول العالم يحمل كل منهم ثقافته وفكره ورؤيته وأساليب حواره المميزة تحت مظلة حب المعرفة والقراءة والكتابة.

وقال: “يبقى التحدي الأكبر الذي نواجهه هو كيفية إقناع الأطفال بأهمية القراءة في عصر التكنولوجيا سواء تم تقديم المحتوى عبر الأجهزة اللوحية أو الصور أو الرسوم المتحركة أو التجارب العلمية فنحن نعمل جاهدين على جعل التعلم الأكاديمي وتعلم القراءة والكتابة عملية محببة للناشئة عبر إبراز الجمال الفكري والخيالي الذي تحتويه الكتب والذي ينقلهم إلى عوالم جديدة ومثيرة”.

وأضاف العامري: “كان الوضع قبل ثلاثة وأربعين عاماً يفتقر إلى وجود ناشرين إماراتيين وإننا اليوم نشهد حضوراً لافتاً للناشرين وللكتاب الإماراتيين وبرامج نوعية تسهم في تطوير صناعة النشر ليس فقط على مستوى الإمارات بل أيضاً على مستوى الوطن العربي والعالم أجمع”.

وأكد أن هذا النجاح يتجسد اليوم في مختلف أرجاء المنطقة العربية ونطمح عبر برامجنا المتنوعة إلى تعزيز هذا التكامل المستوى العربي حيث تجد فعالياتنا كتّاباً من المغرب العربي إلى الخليج ورسامين لبنانيين ومبدعين من مختلف أرجاء الوطن العربي مما يجعل الإمارات ملتقى للجميع وحاضنة للإبداع نسعى عبر هذا التواجد المميز إلى خلق بيئة تفاعلية متكاملة تجمع بين المتعة والفائدة في عالم القراءة.

وحول معرض الرسوم المتحركة الذي انطلقت فعاليته اليوم قال العامري إن الإقبال الكبير الذي شهد المهرجان خلال دورته الماضية خاصة ورش العمل المتعلقة بالرسوم المتحركة دفعنا لتخصيص أيام خاصة لهذا المجال ضمن المهرجان.

أما بالنسبة للمشاركة كضيف شرف في معرض الرباط الدولي للكتاب فقال العامري: “تمثل مشاركتنا نقلة نوعية للتعاون الثقافي بين الإمارات والمغرب رغم ما واجهناه من بعض التحديات بسبب تنسيق المواعيد نتيجة تداخل الفعاليات الثقافية العالمية لكن فريق العمل نجح بإعداد برامج متوازية تعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين”.

وفي سياق المحافظة على ارتباط الطفل بالكتاب والقراءة أوضح العامري أن فلسفتنا تقوم على جعل القراءة تجربة ممتعة للأطفال عبر برامج تفاعلية مبتكرة وأساليب جذب متنوعة مواكبة لأحدث الوسائل التعليمية.

وحول إمكانية تنظيم دورات للمهرجان خارج إمارة الشارقة قال العامري: “نحن مفتوحون تمامًا لهذه الفكرة بل ونرحب بها وهذا الموضوع ليس جديدًا علينا فنحن دائمًا نسعى لتبادل الخبرات والتعاون الثقافي كما نقول دائماً: ‘عندما نضيء شمعة نتمنى أن يشاركنا الجميع بإشعال الشموع’ لأن نجاح أي معرض كتاب أو فعالية ثقافية هو نجاح للجميع وإن ازدهار الثقافة في أي دولة عربية هو إنجاز لكل الأمة العربية”.

وأضاف: “لدينا بالفعل برامج ثقافية ننفذها حول العالم منها مشروع لتعليم اللغة العربية بميلانو واكتشاف وأرشفة مخطوطات وعملات عربية قديمة وإنشاء مكتبات عربية بالمؤسسات الإصلاحية وبرامج قراءة للأطفال اللاجئين”.

نسعى عبر المهرجان إلى تقديم تجربة فريدة تدمج بين المتعة والتعلم حيث وفرنا هذا العام برامج متنوعة تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية بما فيها ورش عمل متخصصة للآباء والأمهات وبرامج لصناعة كتاب الطفل.

وتابع قائلاً: “التحدي الأكبر الذي نواجهه هو كيفية جذب الأطفال لعالم القراءة وسط تأثير السوشيال ميديا وقد نجحنا بتحويل القراءة إلى مغامرة شيقة عبر أنشطة تفاعلية تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية”، مشيراً إلى تضمّن المهرجان برامج تعليمية تفاعلية وورش عمل تتعلق بالذكاء الاصطناعي والروبوتات وأنشطة علمية ممتعة تتعلق بالرياضيات والفيزياء ومساحات مخصصة للرسم والإبداع الفني.

من جهتها قالت خولة المجيني المدير التنفيذي لمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة إن المؤتمر يمثل استراتيجية متكاملة أطلقتها هيئة الشارقة للكتاب تحت رعاية حاكم الشارقة وبإشراف رئيسة مجلس إدارة الهيئة لتمكين صناعة المحتوى بالعالم العربي باستخدام أدوات جديدة ومقاربات مبتكرة.

وأضافت المجيني أن المؤتمر يسعى لترسيخ رؤية الشارقة نحو تأسيس بيئة مستدامة لصناعة المحتوى وذلك عبر منظومة عمل متكاملة تمتد طوال العام لاكتشاف المواهب وتطويرها وربطها بمنصات الإنتاج والنشر حيث يمثل حلقة وصل بين النشر والإنتاج وبين الكتاب والرسامين وبين الخيال والتطبيق وبين الجيل الحالي الذي يكتب الآن والجديد الذي سيحلم بعد عشرين عاماً.

وقالت إنه آن الأوان لنروي قصصنا بأنفسنا؛ فالوطن العربي مليء بمواهب استثنائية تحتاج فقط للمساحة والدعم لإظهار إبداعاتها. نحن هنا اليوم لنخطط ونعمل ليظهر للعالم مستقبلاً رسومات متحركة بجودة عالمية ولكن بهوية عربية تعكس ثقافتنا وتحاكي قلوب أطفالنا وتدهش جمهور العالم.

وأوضحت أنه تم التركيز خلال هذه الدورة على معرض خاص للفنان الياباني الراحل أوزامو تيزوكا مع عرض مجموعة مختارة من الأفلام اليابانية وتنظيم حفلات موسيقية مصاحبة وتخصيص يوم كامل للنشر وصناعة الرسوم المتحركة وعقد لقاءات بين رسامي ومنتجي الرسوم المتحركة والناشرين عالميًا.

ويستمر مهرجان الشارقة القرائي للطفل حتى 4 مايو الجاري ويقدم أكثر من 150 فعالية يومياً بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين بمجال ثقافة الطفل والتعليم الإبداعي عبر ورش العمل والنشاطات التفاعلية التي قدمت القراءة والكتابة بطريقة ممتعة تتجاوز الأنماط التقليدية سواء كان ذلك عبر الأجهزة اللوحية أو القصص المصورة أو الرسوم المتحركة وحتى التجارب العلمية؛ كانت الرسالة واحدة: التعلم مغامرة والقراءة بوابة لعوالم لا تُحصى.