الشجرة المصرية تزين سمرقند بيد وزير الأوقاف غرسها حول مرقد الإمام البخاري احتفالًا بالسلام

الشجرة المصرية تزين سمرقند بيد وزير الأوقاف  
غرسها حول مرقد الإمام البخاري احتفالًا بالسلام

واصل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إحياء تقليده الراسخ الذي يلتزم به في كل زيارة خارجية، حيث يقوم بغرس “شجرة مصرية” مثمرة أو معمرة، تحمل في رمزها روح السلام، وتحاكي في ثباتها جذور مصر الحضارية الممتدة عبر التاريخ، وتعكس رسالتها في البناء والتسامح وإعمار الأرض وحماية البيئة، وتكريس معاني الوفاء والوصال بين الشعوب، ويأتي هذا استمرارا لتقليد راسخ حيث سبق أن غرس معالي الوزير شجرة في ماليزيا وكرواتيا، واليوم جاء الدور على أوزبكستان.

وغرس وزير الأوقاف اليوم شجرةً مثمرةً في رحاب مرقد الإمام محمد بن إسماعيل البخاري – رضي الله عنه – وفي الساحة المجاورة لمعهد العلوم الكائن بمدينة سمرقند، تبركًا بهذا المقام العلمي الشريف وتجسيدًا حيًّا لرسالة مصر التي لا تزال تمد جذورها في أرض العلم وتزهر في ربوع المعارف وتثمر في ميادين الفكر والدين والحضارة، وقد حضر هذه الفعالية الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية والدكتور أحمد الحسنات مفتي المملكة الأردنية الهاشمية والدكتور مصطفى إبراهيم سيرتش المفتي العام السابق في البوسنة وكوكبة من العلماء من مختلف أنحاء العالم.

وأكّد وزير الأوقاف خلال الغرس أن هذه الشجرة ليست مجرد نبات يغرس بل هي عنوان رمزي شاهق يعبر عن وطن يمد يده لكل بقعة من بقاع الأرض وينسج من ظلاله جسورًا من الرحمة والعطاء ويرسل مع أوراقها رسائل المحبة والوئام ويوصل من خلالها معاني الانتماء لرسالة إعمار الكون التي شُرف بها الإنسان في استخلافه على هذه الأرض.

وتوجه الدكتور أسامة الأزهري بعد ذلك بزيارة لمتحف الإمام البخاري – رضي الله عنه – حيث اطلع على ما يحويه المتحف من كنوز تراثية ومخطوطات نادرة ومقتنيات علمية تحفظ سيرة هذا الإمام الجليل الذي ملأ الدنيا علمًا وصدقًا وإتقانًا، كما دوّن كلمة تذكارية في سجل كبار الزوار عبّر فيها عن خالص تقديره وعظيم احترامه لجهود الإمام البخاري في خدمة السنة النبوية وصيانة ميراث النبوة وصياغة منهج علمي صارم ظل نبراسًا لكل الدارسين عبر العصور.

وأشاد وزير الأوقاف بالاهتمام الذي تبديه دولة أوزبكستان للحفاظ على التراث الإسلامي وصيانة مراقد العلماء وتكريم رموز العلم الذين أضاءوا جنبات الأمة بعلومهم، مشيرًا إلى أن هذا الحرص يعكس وعيًا حضاريًّا راقيًا ووفاءً مستحقًّا لأهل العلم والفضل.

وجاءت هذه الفعاليات المتميزة على هامش زيارة وزير الأوقاف إلى جمهورية أوزبكستان للمشاركة في فعاليات المؤتمر الدولي: “الماتريدية – مدرسة التسامح والوسطية والمعرفة”، الذي تحتضنه مدينة سمرقند بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم الإسلامي

وشدّد وزير الأوقاف على أن مدرسة الماتريدية تمثل إحدى الركائز الكبرى في تراث أهل السنة والجماعة وقدمت نموذجاً فريداً للجمع بين العقل والنقل ورسخت منهجاً رشيداً لمواجهة الغلو والانحراف، مشيراً إلى أن دعم هذه المدرسة وتفعيل مناهجها يُعدُّ من الواجبات الفكرية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة.

وأكد الدكتور أسامة الأزهري أن مشاركة مصر في هذا المحفل الدولي تأتي انطلاقاً من مسئوليتها التاريخية قي قيادة الفكر الإسلامي الوسطي وتجديد الخطاب الديني والتفاعل الواعي مع مختلف قضايا الأمة ضمن إطار رؤية شاملة تتبنى الحوار وتؤمن بالتنوع وتسعى لإرساء القيم المشتركة بين الحضارات.