
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، مساء اليوم، رفع بخور العشية بكنيسة الشهيد مار مينا بالعاصمة الرومانية بوخارست، وذلك بحضور نيافة الأنبا جيورجيوس أسقف وسط أوروبا، بالإضافة إلى عدد من الآباء الأساقفة من إيبارشيات أوروبا المختلفة، والوفد المرافق لقداسته.
القيامة قوة متجددة
وفي كلمة روحية ألقاها بعد صلوات العشية، أعرب قداسة البابا عن سعادته بالكنيسة وخدمتها، مشيرًا إلى أهمية القيامة في حياتنا، حيث أكد أن القيامة ليست مجرد حدث تاريخي بل هي قوة متجددة تعزز حياة كل إنسان، وتقدم له ثلاث نعم أساسية: ١- النعمة الأولى: لا يوجد مستحيل مع الله
وأوضح قداسة البابا قائلًا: “القيامة تعلن أن ما هو مستحيل عند الناس مستطاع عند الله، كما جاء في الكتاب: “غَيْرُ المُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ” (لوقا ١٨: ٢٧)، فالمسيح أقام نفسه من الموت وانتصر على شوكة الموت كما قال بولس الرسول: “أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟” (١ كورنثوس ١٥: ٥٥)، فالله قادر على صنع المعجزات. مثلما شفى المولود أعمى عندما «تَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: “اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ” الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا» (يوحنا ٩: ٦ – ٧)، وهذا يعلمنا أنه في يد المسيح لا يوجد مستحيل
٢- النعمة الثانية: لا يوجد خوف مع المسيح
وأضاف قداسته قائلاً: “عندما كان التلاميذ خائفين مجتمعين في العلية بعد القيامة، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم:”سلام لكم!”، فرح التلاميذ لرؤية الرب” (يوحنا ٢٠: ٢٠)، فقد أزال المسيح الخوف من قلوبهم وأبدله بالفرح. يمنحنا الله سلامه لأنه محب لكل البشر وصانع خيرات وضابط الكل، وهذه الثلاثية تطمئن القلب. عاش القديسون بلا خوف لأن أعينهم كانت على المسيح ومن يعيش مع المسيح لا يخاف لأن قلبه ثابت فيه” وأوضح قداسة البابا أن هذه النعمة تأتي بتدبير وعمل الله فينا
– الله محب لكل البشر.
– الله صانع خيرات.
– الله ضابط الكل.
٣- النعمة الثالثة: لا يوجد يأس مع المسيح القائم
وتابع قداسة البابا قائلاً: “تعلمنا القيامة الرجاء الدائم. فقد ذهبت المريمات فجر الأحد إلى القبر وكنّ يقلن فيما بينهن:”من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟” (مرقس ١٦: ٣)، وعندما وصلن وجدن الحجر قد دحرج. فلا يوجد يأس مع المسيح إذ أن الله دائمًا يصنع لنا مخرجًا. مشيرًا إلى أن المسيح القائم يقيم قلوبنا وأفكارنا معه”
تدشين الكنيسة
وختم قداسته كلمته بدعوة الشعب للتمسك بفرحة القيامة وشهادة الإيمان قائلاً: “القيامة عيد الأعياد وفرح الأفراح، تعلمنا كيف نعيش بالإيمان وننظر إلى المسيح في جميع ظروف الحياة وبها نعيش في النعمة”
كما أعلن قداسة البابا أنه سيدشن الكنيسة صباح السبت المقبل وفي الختام حرص قداسته على مصافحة جميع أبنائه الحاضرين.
تعليقات