
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث تبادلت الأطراف الهجمات باستخدام الطائرات المسيّرة، مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، وسط اتهامات متبادلة بخرق قواعد الاشتباك واستهداف مناطق مأهولة بالسكان.
في جنوب شرقي أوكرانيا، أعلن حاكم منطقة زابوريجيا، إيفان فيدوروف، أن هجومًا شنته طائرات روسية مسيّرة على المدينة مساء أمس الخميس أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل، كما اندلعت حرائق في عدة مواقع نتيجة الغارات التي قُدِّرت بعشرة على الأقل.
وفي بيان نشره عبر تطبيق “تيليجرام”، أكد فيدوروف أن هناك ضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، مضيفًا أن فرق الإنقاذ تبذل جهودًا كبيرة لانتشالهم، كما أفاد مدير الإدارة العسكرية المحلية بأن الهجوم أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة ثمانية آخرين وسط دمار كبير طال المباني السكنية، وتُظهر صور تم تداولها عبر الإنترنت مبنى يشتعل بالنيران بينما تحاول فرق الإغاثة فتح ممرات وسط أنقاض بنايات تضررت واجهاتها بشكل بالغ.
من جهة أخرى، اتهمت روسيا القوات الأوكرانية بشن هجوم بطائرات مسيّرة على سوق مكتظة في مدينة أوليشكي الواقعة جنوبي أوكرانيا والخاضعة للسيطرة الروسية، حيث قال فلاديمير سالدو، الحاكم المعين من قبل موسكو في منطقة خيرسون، إن الهجوم وقع قرابة الساعة التاسعة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي وأسفر عن مقتل سبعة مدنيين على الأقل وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
كما نشر سالدو ومستخدمون آخرون على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة قالوا إنها توثق لحظة الانفجار وتبعاته، حيث تُظهر إحدى اللقطات انفجارًا بجوار أحد المباني بينما تُظهر أخرى جثتين ممددتين على الأرض دون إمكانية التحقق من هويتهما أو صحة الادعاءات المرافقة للفيديوهات.
بينما نفت كييف أن يكون الهجوم قد استهدف مدنيين مؤكدة أن القتلى كانوا من العسكريين الروس، تتكرر هذه الاتهامات بين الجانبين منذ بدء الحرب حيث تتبادل كل من روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتعمد استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية وهي مزاعم ينفيها كل طرف باستمرار دون وجود جهة مستقلة قادرة على التحقق من جميع التفاصيل بشكل محايد.
يُذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022 دخلت الآن عامها الرابع دون أي مؤشرات حقيقية على قرب انتهائها وسط تصاعد لافت في استخدام الطائرات المسيّرة كسلاح استراتيجي للطرفين في ظل جمود الجبهات الميدانية وزيادة الخسائر البشرية والاقتصادية.
تعليقات