
شهد قطاع غزة المحاصر موجة جديدة من القصف الإسرائيلي العنيف منذ فجر الخميس، حيث أسفرت الضربات الجوية عن استشهاد 29 فلسطينيًا في مناطق متفرقة، أبرزها مخيم خان يونس وحي التفاح بمدينة غزة ومنطقة المواصي غرب رفح.
وأكد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني الفلسطيني، محمد المغير، أن فرق الإنقاذ انتشلت أشلاء أطفال ونساء من تحت الأنقاض، مشيرًا إلى فظاعة الدمار الناتج عن الهجمات التي طالت أحياء مكتظة بالسكان.
ترافق الغارات المكثفة مع استمرار الحصار المشدد المفروض على القطاع، إذ لا تزال إسرائيل تغلق جميع المعابر وتمنع إدخال الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والإنسانية، وهو ما دفع المنظمات الدولية إلى دق ناقوس الخطر.
وفي زيارة لمقر قيادة جيش الاحتلال، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على أن “إعادة جميع الرهائن” تظل أولوية قصوى، لكنه أكد أن “الهدف الأسمى يتمثل في تحقيق النصر على حركة حماس”، مما يشير إلى استمرار العمليات العسكرية دون أي قيود.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الجيش في حالة “تعبئة كاملة” لمواصلة الهجوم، متجاهلًا الدعوات الدولية لوقف القتال وتغليب الحلول الدبلوماسية.
استؤنفت الحملة الجوية الإسرائيلية على غزة في 18 مارس الماضي عقب انهيار الهدنة التي استمرت شهرين بسبب تعثر مفاوضات المرحلة التالية بين الفصائل الفلسطينية وتل أبيب، مما أدى إلى تصعيد جديد في وتيرة القتال واستمرار سقوط الضحايا المدنيين.
في ضوء الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن “أي استخدام لتجويع المدنيين وسيلة حرب يمثل جريمة حرب”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفه بـ”الكارثة الإنسانية”، وأكد أن استمرار منع إدخال المساعدات يزيد من معاناة المدنيين بشكل غير مقبول.
من جانبها، أعلنت منظمة برنامج الغذاء العالمي أن مخازنها داخل القطاع “استنفدت بالكامل”، محذرة من عجزها عن تلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان في ظل تصعيد العمليات وغياب أي ممرات إنسانية آمنة.
تعليقات