
في إطار جولته الترويجية للسياحة المصرية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ألقى عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس أولى محاضراته حول الاكتشافات الأثرية الحديثة في مدينة فينيكس الأمريكية، بحضور الخبير السياحي مصطفى لطفي.
استعرض الدكتور “حواس” خلال المحاضرة أبرز محطات حياته، بدءًا من طفولته وصولاً إلى بداياته في مجال الآثار، حتى أصبح واحدًا من أبرز العلماء المتخصصين في الحضارة المصرية القديمة، مؤكدًا على أهمية الشغف بالعمل كوسيلة لتحقيق التميز والنجاح.
تحدث “حواس” عن اكتشافه الأخير في سقارة، والذي تمثل في العثور على مقبرة الأمير “وسر إف رع”، ابن الملك “أوسر كاف”، أول ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة. وأكد أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على باب وهمي ضخم مصنوع من الجرانيت الوردي، حيث يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ونصف وعرضه 1.15 متر، وهو مزين بنقوش هيروغليفية توضح اسم الأمير وألقابه مثل “الأمير الوراثي”، و”حاكم إقليمي بوتو ونخبت”، بالإضافة إلى “الكاتب الملكي”، و”الوزير”، و”القاضي”.
كما تم العثور على تمثال للملك زوسر وزوجته وبناته العشرة، حيث أثبتت الدراسات الأولية أن هذه التماثيل كانت موجودة داخل غرفة بجوار هرم الملك زوسر المدرج وتم نقلها إلى مقبرة الأمير “وسر إف رع” خلال العصور المتأخرة.
وأشار “حواس” إلى أن عام 2025 سيكون عامًا مليئًا بالاكتشافات الأثرية في مصر، لافتًا إلى أنه سيتم خلال هذا العام الإجابة عن العديد من التساؤلات المهمة التي طالما شغلت الأثريين حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالأهرامات ومشروعات تحليل الحمض النووي (DNA) للمومياوات الملكية.
تناول “حواس” أيضًا أسرار الهرم الأكبر “خوفو”، وتمثال “أبو الهول”، ومقابر عمال بناة الأهرام التي تُعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي تثبت أن المصريين القدماء هم الذين بنوا الأهرامات، كما استعرض أبرز الاكتشافات الأثرية في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة.
تحدث كذلك عن “المدينة الذهبية” في الأقصر والتي تُعد أكبر مدينة أثرية تم اكتشافها في مصر، وقد أسسها الملك أمنحتب الثالث الذي حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 قبل الميلاد وشاركه ابنه أمنحتب الرابع “أخناتون” الحكم خلال السنوات الثماني الأخيرة من عهده.
قال الدكتور حواس: “تُعتبر المدينة الذهبية أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية حيث تم العثور فيها على منازل ترتفع جدران بعضها إلى نحو ثلاثة أمتار ومقسمة إلى شوارع”
وفي ختام المحاضرة، فتح الدكتور زاهي حواس باب النقاش أمام الحضور حيث أجاب على مجموعة متنوعة من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالاكتشافات الأثرية الحديثة وأسرار الحضارة المصرية القديمة وأساليب التنقيب الحديثة بالإضافة إلى تساؤلات حول مستقبل البحث الأثري في المنطقة.
تعليقات