
ذكرت صحيفة “الوطن” السورية، يوم الجمعة، أن رتلًا عسكريًا جديدًا تابعًا لقوات “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة قد انسحب من محافظة دير الزور متوجهًا نحو العراق.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية في المنطقة أن الرتل الذي غادر الأراضي السورية يتكون من عشرات الآليات والمعدات العسكرية، وقد انطلق من قاعدتي “العمر” و”كونيكو”، واللتين تقعان شرق وشمال مدينة دير الزور على التوالي.
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الانسحابات التي تنفذها القوات الأمريكية منذ بداية العام الجاري، حيث شهدت المناطق الشرقية من سوريا مغادرة مئات الشاحنات الثقيلة التابعة للتحالف عبر معبر “الوليد” باتجاه العراق في نهاية الشهر الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت تؤكد فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عزمها تقليص عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر القليلة المقبلة، دون تحديد جدول زمني معين لتنفيذ ذلك.
وأكدت الوزارة في تصريحات رسمية أن تقليص القوات لا يعني إنهاء الالتزام الأمريكي بمحاربة ما تبقى من خلايا تنظيم “داعش”، بل يأتي ضمن سياق إعادة هيكلة الوجود العسكري في المنطقة بما يتماشى مع أولويات الأمن القومي.
وبحسب تقارير عسكرية سابقة، فإن الانسحاب من قواعد العمر وكونيكو يمثل تخفيضًا كبيرًا للحضور الأمريكي في منطقة تُعتبر واحدة من أغنى مناطق سوريا بالنفط والغاز، وكانت محورًا رئيسيًا للعمليات ضد التنظيم الإرهابي، ومركزًا للتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” التي لا تزال منتشرة في تلك المناطق.
ويُنظر إلى انسحاب التحالف من دير الزور كخطوة إضافية ضمن سلسلة تغييرات جيوسياسية تشهدها منطقة شرق الفرات، حيث يتزايد نفوذ القوات الروسية والإيرانية تدريجيًا في بعض المناطق التي كانت خاضعة للوجود الأمريكي المباشر أو غير المباشر. كما أن هذه الانسحابات قد تعزز تحركات قوات الجيش السوري المدعوم من موسكو وطهران نحو مناطق جديدة مستغلة الفراغ الأمني المحتمل.
ويحذر مراقبون من أنه إذا لم يترافق الانسحاب الأمريكي مع ترتيبات أمنية محكمة، فقد يسمح بعودة نشاط الخلايا النائمة لتنظيم “داعش”، خاصةً في ظل تصاعد الهجمات المحدودة التي ينفذها التنظيم في بعض البوادي والمناطق الصحراوية.
ويُذكر أن الولايات المتحدة بدأت تدخلها العسكري في سوريا عام 2014 تحت مظلة التحالف الدولي لمكافحة “داعش”، وتمركزت في عدد من القواعد بمحافظات دير الزور والحسكة والرقة، وشاركت بدعم “قوات سوريا الديمقراطية” خلال المعارك للسيطرة على معاقل التنظيم، لا سيما مدينة الرقة التي كانت تُعتبر عاصمة “داعش” المزعومة.
تعليقات