
كشف مسؤولان أمنيان غربيان بالإضافة إلى مسؤول إقليمي، لوكالة “رويترز”، أن إيران تستعد لتسليم روسيا دفعة من منصات إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى في المستقبل القريب، وهذه الخطوة تُعتبر جزءًا من توسيع التعاون العسكري بين البلدين، كما تعكس عمق العلاقات المتنامية بينهما.
سبق وأن أعلنت واشنطن أن طهران زودت موسكو بصواريخ مماثلة خلال عام 2024، بهدف استخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وتشير التقارير إلى أن هذا التعاون يدل على مستوى غير مسبوق من التنسيق الأمني بين الجانبين، مما يثير تساؤلات حول تداعيات ذلك على الوضع الإقليمي والدولي.
من المتوقع أن تشمل الدفعة المقبلة منصات من طراز “فتح-360″، وهي واحدة من أبرز منظومات الإطلاق الإيرانية المتطورة، مما يوفر لروسيا دعمًا إضافيًا في هجماتها داخل أوكرانيا، ويعزز قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ.
يجدر بالذكر أن هذا التسليم يأتي في ظل اعتماد موسكو على طهران منذ بداية الحرب للحصول على طائرات بدون طيار من طراز “شاهد-136″، وصواريخ باليستية، وذلك لتعويض النقص الحاد في مخزونها من الأسلحة التقليدية نتيجة المعارك المستمرة التي تشهدها المنطقة منذ أكثر من عامين.
في سياق متصل، أفادت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتغاضى عن عمليات بيع الأسلحة الإيرانية لروسيا رغم أنها تتعارض مع المواقف التقليدية لواشنطن، وهذا يعكس تحولًا مثيرًا للجدل في السياسة الأمريكية تجاه هذه القضية الحساسة.
أشارت الصحيفة أيضًا إلى أنه منذ توقيع ترامب مذكرة “الضغط الأقصى” ضد إيران في فبراير الماضي لم يتم التطرق مطلقًا في تلك الوثيقة إلى العلاقات العسكرية المتنامية بين طهران وموسكو، ما يُعتبر دليلاً واضحًا على تغير جوهري في موقف البيت الأبيض بشأن الحرب في أوكرانيا.
رأت الصحيفة أن إعفاء إيران من أي عقوبات أو إجراءات ردعية نتيجة توريدها أسلحة فتاكة لروسيا لا يمكن فصله عن ما وصفته بـ”تحول الموقف الأمريكي” خلال فترة ترامب تجاه الصراع في أوكرانيا، وتؤكد هذه التطورات أن دعم واشنطن لكييف لم يعد أولوية قصوى لها، مما يفتح المجال أمام مزيد من التقارب الروسي الإيراني ويعزز المخاوف بشأن اتساع دائرة التوتر الإقليمي والدولي.
تعليقات