
انتهى وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه روسيا لمدة 72 ساعة في أوكرانيا عند منتصف ليل السبت الأحد، حيث تتهم كييف موسكو بانتهاك الهدنة مئات المرات منذ لحظة سريانها، مما أثار قلق المجتمع الدولي بشأن التصعيد المحتمل في النزاع.
تزامن إعلان الهدنة مع العرض العسكري الكبير الذي أقامته موسكو في 9 مايو الجاري بمناسبة الذكرى السنوية لانتصارها في الحرب العالمية الثانية، وهو ما اعتبرته أوكرانيا مجرد غطاء دعائي لتبرير العمليات العسكرية، ورغم ذلك لم تصدر كييف موقفاً واضحاً بشأن التزامها بالهدنة، إلا أن مسؤوليها وصفوها علنًا بأنها “تمثيلية” لا تستحق التعويل.
جاءت نهاية الهدنة المؤقتة وسط تصاعد الضغوط الدولية، خصوصًا من دول غربية كبرى تسعى لدفع الطرفين نحو وقف إطلاق نار أطول، مما يعكس التوتر المتزايد والتحديات التي تواجه الجهود الدبلوماسية.
وكان المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، قد صرح أن روسيا “ستدرس” مقترحًا لهدنة مدتها 30 يومًا، مشيرًا إلى أن لموسكو موقفًا “خاصًا” يتطلب مراعاة مصالحها الأمنية. وفي المقابل، أبدت قوى أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا دعمها الصريح لوقف فوري وغير مشروط للقتال لمدة 30 يومًا بهدف فتح المجال أمام استئناف محادثات السلام.
زار قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا العاصمة الأوكرانية كييف كخطوة رمزية لعرض التضامن مع أوكرانيا، متعهدين بزيادة الضغوط السياسية والاقتصادية على موسكو. وأعلن هؤلاء القادة دعمهم لمحاولة فرض وقف إطلاق النار، ملوّحين بفرض “عقوبات هائلة” إذا رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبول المقترح خلال الأيام المقبلة.
قد انضمت الولايات المتحدة إلى هذا الموقف إذ أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهدنة الثلاثينية ووجه تحذيرًا لموسكو من مغبة تجاهل المبادرات الدولية، ملوّحًا بمضاعفة العقوبات في حال استمرار التصعيد العسكري. هذه الإجراءات تعكس مدى جدية الدول الكبرى في العمل على إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
من جانبه جدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعوته إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 60 يوماً معتبرًا أن مثل هذه الخطوة ستكون “اختبارًا حقيقيًا لنوايا موسكو” ولالتزام الرئيس الروسي بما يُعلنه من رغبة في تسوية سلمية. وأكد زيلينسكي أن استمرار الحرب لا يخدم سوى مصالح الضربات المتبادلة محذرًا من كارثة إنسانية أوسع إذا لم تتوقف الأعمال العدائية فوراً.
تعليقات