
استضافت كلية الألسن بجامعة عين شمس ندوة “نحو بيئة جامعية دامجة”، التي نظمها مركز ذوي الإعاقة بالجامعة تحت رعاية أ.د. محمد ضياء زين العابدين، رئيس الجامعة، والدكتورة سلوى رشاد، عميد الكلية، وإشراف الدكتورة هالة سيد متولي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة رنا الهلالي، مدير المركز، بحضور الدكتور مصطفى الشاهد، نائب مدير المركز، والدكتورة ريهام القاضي، مدير وحدة الإرشاد الأكاديمي والدعم الطلابي بالكلية، بالإضافة إلى لفيف من السادة رؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وطلاب الكلية.
خلال كلمتها الافتتاحية، أكدت الدكتورة سلوى رشاد على أن تحدي الإعاقة يمثل أحد أهم النماذج التي يمكن أن تسهم في تطوير المجتمع الجامعي، مشيرة إلى الجهود المستمرة لدعم الطلاب من ذوي الإعاقة عبر تقديم بيئة تعليمية شاملة تتيح لهم التفوق والاندماج في العملية التعليمية، كما لفتت إلى أن كلية الألسن بجامعة عين شمس تضم العديد من النماذج المشرفة للطلاب من ذوي الإعاقة الذين يعملون ضمن أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بها، بالإضافة إلى مجموعة من الخريجين المتميزين الذين يشغلون وظائف مرموقة.
كما أشارت إلى أن الخطة الاستراتيجية للدولة المصرية اليوم أصبحت تولي اهتمامًا بالغًا بذوي الإعاقة؛ حيث يشهد المجتمع الجامعي نقلة نوعية في التعامل مع الطلاب من ذوي الإعاقة بأنواعها المختلفة وتوفير برامج تأهيل ودمج فعالة معهم في قاعات المحاضرات، فضلاً عن التواصل مع الشركات لتدريب هؤلاء الطلاب على احتياجات سوق العمل وفتح مجالات توظيف أكبر لهم.
ومن جانبها أكدت أ.د. هالة سيد متولي على أن الكلية تسعى جاهدًة لتوفير بيئة آمنة ومناخ أكاديمي داعم للطلاب من ذوي الإعاقة عبر خطوات مدروسة مثل تخصيص يوم لقاء للتعرف على احتياجاتهم بشكل مباشر بالتواصل مع أولياء أمورهم، كما تحرص إدارة الكلية على توفير قنوات اتصال مباشرة مع طلابها من ذوي الإعاقة لتذليل كافة العقبات التي قد تواجههم.
وفي حديثها تحدثت أ.د. رنا الهلالي عن الجهود المبذولة لتحسين بيئة الجامعة بما يتناسب مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرة إلى أن المركز يضع خطة استراتيجية سنوية تشمل توعية الأسر والأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم بالإضافة إلى دورات تدريبية في مجالات متعددة مثل اللغة العربية والإنجليزية والعصا البيضاء. كما أكدت على أهمية مبادرات الصحة النفسية التي تنظم لدعم الطلاب وأسرهم بهدف تسهيل اندماجهم داخل المجتمع الجامعي.
وأشارت أ.د. رنا الهلالي إلى وجود أكثر من 3500 طالبٍ من ذوي الإعاقة في جامعة عين شمس مسجلين في مختلف الكليات؛ وفيما يتعلق بملف الإتاحة أكدت أن الجامعة تعمل جاهدة على توفير سبل الوصول والتيسير لجميع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة سواءً في المباني أو القاعات الدراسية مع مراعاة الأكواد الخاصة بتيسير الوصول في جميع المشاريع الجديدة.
أما فيما يتعلق بالدعم النفسي فقد أوضحت الدكتورة رنا الهلالي اهتمام المركز الكبير بتقديم الدعم النفسي للطلاب عبر عقد لقاءات توعية مع الأهالي وأساتذة الطب النفسي حيث توجد وحدات داعمة للطلاب داخل كل كلية تتبع للمركز.
بينما تناول الدكتور مصطفى الشاهد نائب مدير المركز آداب التعامل مع ذوي الإعاقة مشيرًا إلى ضرورة احترام الآخر وتقدير اختلافاته كميزة حقيقية للمجتمعات المتحضرة ويأتي ذلك بالتأكيد ضمن حسن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة إذ لا يتطلب الأمر سوى الوعي والاحترام والإرادة لتقدير الإنسان بغض النظر عن إعاقته.
أولاً يجب فهم مفهوم الإعاقة حيث إن إدراك أنها ليست نقصًا أو عجزًا بل هي حالة إنسانية طبيعية يعيش معها الملايين حول العالم هو أمر ضروري وقد يكون الشخص ذو إعاقة متميزًا في مجالات متعددة مثل الفن والرياضة والعلم وغيرها.
وأوضح آداب الحديث والتواصل أنه ينبغي مخاطبة الشخص ذا الإعاقة مباشرة وليس مرافقه ولا يجب التحدث إليه بصوت مرتفع أو ببطء مبالغ فيه إلا إذا كان يعاني من ضعف السمع أو الإدراك ولابد استخدام لغة محترمة ولائقة بعيدًا عن المصطلحات السلبية أو الترحم مثل: “مسكين” أو “ربنا يعينك” أما بالنسبة للتعامل الجسدي شدد على أهمية عدم تقديم المساعدة إلا إذا طلبها الشخص أو بدا واضحًا أنه بحاجة إليها فلا يتم لمس معداتهم الشخصية مثل الكرسي المتحرك أو العصا البيضاء دون إذن كما يجب جعل مستوى النظرة متساوياً إذا كان الشخص جالسًا على كرسي متحرك
واستطرد حديثه مؤكدًا أهمية احترام الاستقلالية فالأشخاص ذو الاحتياجات الخاصة يمتلكون إرادة واستقلالية لذلك يجب احترام قراراتهم وعدم فرض الآراء عليهم أو الافتراض بأنهم لا يستطيعون القيام بشيء ما.
وعن دمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع أكد أنه ينبغي التعامل بشكل طبيعي وعدم المبالغة في المساعدة او الشفقة مما يعزز شعورهم بالاندماج كما أن مشاركتهم في الأنشطة المجتمعية والتعليمية تعزز ثقتهم بأنفسهم وكفاءتهم.
شهدت الندوة نقاشات غنية حول كيفية تعامل أعضاء هيئة التدريس والمعاونين معهم وتوفير بيئة تعليمية ملائمة لدمج هؤلاء الطلاب بالمجتمع وفي ختام الفعالية قامت الدكتورة سلوى رشاد عميد الكلية بتقديم درع تكريمي للدكتورة رنا الهلالي تقديراً لمجهوداتها الكبيرة والمستمرة نحو الارتقاء بالعملية التعليمية وتسخير كافة إمكانيات الجامعة لخدمة أبناء الجامعة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تعليقات