كيف عززت الإرادة السياسية نجاح برنامج تكافل وكرامة كنموذج للتحول الاستراتيجي في الحماية الاجتماعية..

في احتفالية مرور 10 سنوات على برنامج “تكافل وكرامة”، أعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن فخرها بالوقوف على هذا المنبر لتسليط الضوء على إنجازات البرنامج الذي تحول إلى واقع ملموس، حيث أصبح نبضًا حيًا في قلوب ملايين المصريين والمصريات، وذلك إيماناً بحق كل مواطن ومواطنة في حياة كريمة.
هذا البرنامج يعد نموذجًا ناجحًا للتحول الاستراتيجي في سياسات الحماية الاجتماعية، حيث أحدث تأثيرات إيجابية واضحة في حياة المواطنين، وأعلنت مصر عن استحداث منصة دولية رفيعة المستوى للحماية الاجتماعية.
جاء ذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي تحت عنوان “الحماية الاجتماعية.. دروس الماضي ترسم خطوات المستقبل” برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبحضور عدد من الشخصيات البارزة مثل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الأسبق والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، بالإضافة إلى السيدة إيلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر والسيد جاريث بايلي السفير البريطاني بالقاهرة، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وممثلي البنك الدولي والجمعيات الأهلية والهيئات الأجنبية في مصر.
وأكدت الوزيرة أنه قبل عشرة أعوام كانت الفكرة بحاجة إلى دعم سياسي قوي تجسد عبر الإرادة السياسية لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدة بجهود حكومات متعاقبة بدءًا من دولة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب وحتى الدكتور مصطفى مدبولي، الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز هذا البرنامج ودعمه.
كما أشارت إلى دور وزيرات التضامن الاجتماعي السابقات مثل غادة والي ونيفين القباج اللتين تحملتا عبء بناء وتوسيع البرنامج ليظل “تكافل وكرامة” عنواناً للعناية بالأسر الأكثر احتياجًا في جميع أنحاء الجمهورية.
وقدمت الوزيرة تحية خاصة للدكتور علي مصيلحي الذي شهد تطبيق النموذج التجريبي للبرنامج على أول 400 أسرة بمنطقة عين الصيرة، فضلاً عن فريق وزارة التضامن الاجتماعي الذي لعب دوراً مهماً منذ اللحظة الأولى لإطلاق المشروع الوطني الطموح حتى وصل العدد الحالي للأسر المستفيدة إلى 4.7 مليون أسرة.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أن السنوات الماضية شهدت تسارعاً ملحوظاً في توسيع نطاق البرنامج وتحسين معاييره لتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة، حيث تم زيادة قيمة الدعم النقدي والتوسع الجغرافي للوصول لأكبر عدد ممكن من الأسر المحتاجة.
بدأ برنامج تكافل وكرامة عام 2015 بعدد 1.7 مليون أسرة مستفيدة، ومع مرور السنوات ارتفع العدد ليصل إجمالي الأسر المستفيدة إلى 7.7 مليون أسرة مع خروج حوالي 3 ملايين أسرة من دائرة العوز بسبب تحسن أوضاعهم المعيشية، مما يعكس نجاح البرنامج وتأثيره الإيجابي على المجتمع.
لم تخل مسيرة “تكافل وكرامة” من التحديات والصعوبات مثل جائحة كوفيد-19 والأزمات الاقتصادية العالمية التي تطلبت استجابة سريعة وإجراءات فعالة لدعم الأسر الجديدة وتحويل نظام الدفع النقدي إلى بطاقات “ميزة”، مما أظهر قدرة البرنامج على التعامل مع الأزمات الطارئة بمرونة وكفاءة.
وفي ختام الاحتفال بالذكرى العاشرة للبرنامج العام المقبل 2025 أعلنت الوزيرة عن إصدار قانون الضمان الاجتماعي الذي يهدف إلى تحويل الدعم النقدي لحق دستوري لكل المواطنين المستحقين، كما تم توجيه زيادة بنسبة 25% لقيمة الدعم وصرف منح استثنائية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر لعام 2025.
“تكافل وكرامة” يمثل نقطة تحول هامة في مسيرة الحماية الاجتماعية بمصر وسط التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة التي تواجه المجتمع المصري اليوم وتسعى الوزارة لتعزيز التعاون مع الشركاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين والمواطنات.
تعليقات