مفاوضات مثيرة لوقف حرب أوكرانيا.. اتصالات مكثفة بين أردوغان وماكرون وبوتين

مفاوضات مثيرة لوقف حرب أوكرانيا.. اتصالات مكثفة بين أردوغان وماكرون وبوتين

كشف الكرملين الروسي أن أوكرانيا حاولت تعطيل احتفالات عيد النصر في موسكو كثيرًا، إلا أن الاحتفالات مرت كما كان متوقعًا، حيث أشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن روسيا ستدرس مقترحًا لوقف إطلاق النار في أوكرانيا لمدة 30 يومًا، في حين أن لموسكو موقفها الخاص الذي يعكس تعقيدات الوضع الراهن.

وفي السياق ذاته، ذكرت وزارة الدفاع الروسية: “إن القوات الأوكرانية انتهكت وقف إطلاق النار خلال هدنة عيد النصر أكثر من 14 ألف مرة”، ما يشير إلى تصاعد التوترات على الأرض واستمرار النزاع بين الطرفين.

أيدت القوى الأوروبية الكبرى يوم السبت وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا في أوكرانيا، بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي هدد الرئيس فلاديمير بوتين بعقوبات جديدة “واسعة النطاق” إذا لم يقبل الاقتراح خلال أيام قليلة.

بينما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا يوم الأحد إلى تأكيد وقف إطلاق نار غير مشروط يبدأ في 12 مايو، مؤكدًا أن أوكرانيا ستكون مستعدة للقاء روسيا لإجراء محادثات مباشرة حول إنهاء النزاع المستمر.

يوم السبت، تلقى زيلينسكي دعم القوى الأوروبية الكبرى والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا يبدأ يوم الاثنين المقبل، مما يعكس تحرك المجتمع الدولي نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من اليوم الأحد باقتراح إجراء محادثات مباشرة مع كييف تبدأ يوم الخميس المقبل في تركيا، وهو ما يعد خطوة إيجابية نحو الحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية.

قال زيلينسكي: “إنها علامة إيجابية أن الروس بدأوا أخيرًا في التفكير في إنهاء الحرب … والخطوة الأولى لإنهاء أي حرب حقًا هي وقف إطلاق النار”، مضيفًا أنه لا جدوى من استمرار القتل حتى ليوم واحد فقط.

تابع زيلينسكي قائلاً: “نتوقع من روسيا تأكيد وقف إطلاق نار – كامل ودائم وموثوق – يبدأ غدًا، 12 مايو، وأوكرانيا مستعدة للقاء”.

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي رجب أردوغان أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ماكرون استعداد تركيا لاستضافة المباحثات الروسية الأوكرانية بهدف تحقيق تقدم ملموس نحو السلام.

كما أبلغ أردوغان نظيره الروسي بوتين عبر الهاتف: “نرحب باستضافة محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول حيث توقفت المفاوضات سابقاً”، مما يعكس دور تركيا كوسيط محتمل لحل الأزمة الحالية.

وقالت وكالة “إنترفاكس”: إن الرئيسان بوتين وأردوغان بحثا تفاصيل مبادرة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا المزمع إجراؤها في إسطنبول بتاريخ 15 مايو القادم.

اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا يوم الأحد المقبل في إسطنبول بهدف تحقيق سلام دائم والقضاء على الأسباب الجذرية للحرب المستمرة منذ فترة طويلة والتي أثرت بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي والدولي.

كان بوتين قد أرسل آلاف الجنود إلى أوكرانيا في فبراير 2022، مما أشعل فتيل مواجهة خطيرة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وما تبعها من تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة على المستوى العالمي.

قال بوتين إن روسيا تقترح إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا بهدف إزالة الأسباب الجذرية للصراع وإحلال سلام دائم وطويل الأمد يضمن استقرار المنطقة ويخفف من حدة التوتر القائم.

وأشار بوتين أيضًا إلى المحادثات الفاشلة بعد دخول القوات الروسية عام 2022 قائلًا: “لم تكن روسيا هي التي قطعت المفاوضات آنذاك بل كانت كييف. ومع ذلك نحن نقترح الآن استئناف المفاوضات المباشرة بدون أي شروط مسبقة”.

وأضاف قائلاً: “نعرض على سلطات كييف استئناف المفاوضات بالفعل يوم الخميس المقبل في إسطنبول. اقتراحنا مطروح الآن على الطاولة والقرار عائد للسلطات الأوكرانية التي تبدو أنها تسترشد بطموحاتها السياسية الشخصية بدلًا من مصالح شعوبها”.

يتحرك بوتين وفق رؤية تعتبر الحرب نقطة تحول مهمة لعلاقات موسكو مع الغرب الذي يقول إنه أذلّ روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 عبر توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتعدي على ما يعتبره مجال نفوذ موسكو التقليدي بما فيه أوكرانيا.