ختام ملتقى بناء الوعي بحوار وطني مثير بين طلاب الجامعات وبيت العائلة المصرية..

ختام ملتقى بناء الوعي بحوار وطني مثير بين طلاب الجامعات وبيت العائلة المصرية..

اختتمت فعاليات من “ا”، الذي أقيم برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف الدكتور كريم همام مستشار الوزير للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، بمشاركة طلاب من مختلف الجامعات المصرية الحكومية والتكنولوجية والأهلية والخاصة والمعاهد، حيث شهد اليوم الحواري الاستثنائي تواجدهم تحت مظلة وطنية واحدة، لتجسيد روح الجمهورية الجديدة.

يأتي هذا الحدث في إطار وطني يُعبر عن رؤية الدولة المصرية وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو بناء وعي طلاب الجامعات والمعاهد المصرية.

الملتقى الذي نظمه قطاع الأنشطة الطلابية ومعهد إعداد القادة يمثل جزءًا من الاستراتيجية الشاملة للوزارة التي تؤكد على أن الشباب هم الدرع الواقي للوطن، وأن تمكينهم فكريًا وثقافيًا يعد الركيزة الأساسية لمواجهة التطرف وبناء وعي حقيقي يمهد لمستقبل أكثر استقرارًا وتماسكًا.

حمل اليوم الختامي أبعادًا فكرية عميقة عبر جلسات حوارية جمعت طلاب الجمهورية بأعضاء بيت العائلة المصرية، مما جعلها المرة الأولى التي يُفتح فيها هذا النوع من الحوار المباشر بين القيادات الدينية والتعليمية والشباب داخل منصة تدريب تهدف إلى بناء الإنسان.

بدأت الجلسة الافتتاحية بتقديم كلمات مؤثرة من الأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي والأمين العام المساعد لبيت العائلة المصرية، حيث خاطب الشباب قائلًا: “أنتم أمل مصر الحي، ووعيكم هو الطريق إلى السلام، وإن وحدتكم هي الحصن الحقيقي للأوطان”، مؤكدًا على أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والتعليمية في احتضان أفكار الشباب ومبادراتهم.

تحدث بعد ذلك الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري السابق والمنسق العام لبيت العائلة المصرية، مشددًا على أن الطلاب ليسوا مجرد متلقين بل هم شركاء فاعلون في بناء وطن يتسع للجميع ويزدهر بعقول شبابه الواعي والمحب للحياة.

كما أكد الدكتور عبد المسيح سمعان، مقرر لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية والأستاذ بجامعة عين شمس، أن التعليم هو ليس مجرد وسيلة للمعرفة بل هو بوابة للسلام المجتمعي وأن وعي الطلاب يعد الاستثمار الأهم للدولة في ظل التحولات العالمية المتسارعة.

وأشار الدكتور محمد الشربيني، مقرر مساعد لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية ونائب رئيس جامعة الريادة إلى أن الملتقى يعد فرصة ذهبية لتمكين الطلاب من التعبير عن أنفسهم والانخراط في قضايا الوطن، موضحًا أن الحوارات الهادفة هي السبيل الأمثل لبناء شخصية متوازنة متمسكة بجذورها ومنفتحة على العالم.

أكد الدكتور كريم همام أنه يجسد رؤية الدولة في تحويل العمل الشبابي إلى ممارسة حقيقية مشيرًا إلى أن كل فكرة طُرحت هنا تمثل لبنة في بناء الجمهورية الجديدة.

بدأت الجلسة الحوارية الأولى بعنوان “الشباب قوة مصر الناعمة.. تعزيز الهوية والانتماء” بإدارة الدكتور يحيى عطية سليمان الأستاذ بجامعة عين شمس حيث اجتمع عدد من رموز التعليم والفكر لمناقشة دور الشباب في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء. حضر الجلسة كل من الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة والدكتور عاطف عدلي العميد السابق بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة القاهرة والدكتور وائل فؤاد المدرس بجامعة عين شمس. تناول الحوار أهمية تمكين الشباب لفهم جذورهم الثقافية والاجتماعية وكيف يمكن ترسيخ هذه القيم منذ الطفولة واستخدام الأدوات المعاصرة – وخاصة التكنولوجيا – لبناء الوعي وتعزيز الهوية دون تفريغها من مضمونها.

أما الجلسة الحوارية الثانية فقد جاءت تحت عنوان “التسامح والأخاء.. جسرا للسلام والتعايش” وأدارها الدكتور محمد الشربيني حيث ناقشت المفاهيم الجوهرية للتسامح كقاعدة للتعايش المجتمعي. شارك فيها كل من الدكتور محمد أبو زيد الأمير والدكتور عبد المسيح سمعان والدكتور محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم. تناول النقاش أهمية ترسيخ ثقافة التسامح داخل المؤسسات التعليمية وتعزيز قيم الإخاء والاحترام المتبادل كأساس لصياغة مستقبل يعكس روح الجمهورية الجديدة.

بين محاور الفكر والنقاش كان اليوم الختامي للملتقى الحواري لبناء الوعي فرصة ذهبية لتكريس الحوار البناء بين الأجيال حيث تم تبادل الرؤى والمبادرات والمقترحات التي قدمها الطلاب خلال جلسات غنية بالوعي والتنوع مما أبرز حجم الوعي لدى شباب مصر وأكد أنهم قادرون على حمل مشعل الجمهورية الجديدة. وقد أثبت هذا الملتقى أن بناء الوعي ليس رفاهية بل ضرورة وطنية وأن شباب مصر حين يُستمع إليهم يقدمون خلاصة فكر ناضج يستحق البناء عليه.

شهدت الجلسة الحوارية الثانية حضور الدكتور محمد المصري المنسق العام للأنشطة الطلابية بالجامعة المصرية للتعلم الإلكتروني الأهلية حيث قدم كلمة لطلاب الجامعات والمعاهد موضحًا فيها أن ما شهده اللقاء الحواري هو ترجمة حقيقية لبناء وعي الطلاب وتعزيز قيم المواطنة والانتماء للدولة المصرية.