مؤتمر مكتبات مصر العامة يكشف كيف يعزز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الثقافة في المجتمع

مؤتمر مكتبات مصر العامة يكشف كيف يعزز الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الثقافة في المجتمع

يستمر المؤتمر الثاني لمكتبات مصر العامة، الذي تنظمه مكتبة مصر العامة الرئيسية برئاسة السفير عبد الرؤوف الريدي، في فعالياته تحت عنوان: “الدور الاجتماعي لمكتبات مصر العامة”، وذلك بمقر المكتبة في قاعة الندوات بالدور الثالث، ضمن الأسبوع الثقافي الذي تقيمه المكتبة احتفالًا بمرور ثلاثين عامًا على إنشائها، تحت شعار: “ثلاثون عامًا.. ثلاثون مكتبة”، بحضور السفير رضا الطايفي.

افتتح المؤتمر بجلسة تحدث فيها الدكتور زين عبد الهادي حول “دور الذكاء الاصطناعي في دعم المكتبات العامة ومجتمعها الرقمي”، حيث أكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح من الأدوات الأساسية للتحول الرقمي في المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها المكتبات. وأوضح أن هذه التقنيات تُستخدم بشكل فعّال في تنظيم المحتوى وتحليل اهتمامات المستخدمين مما يسهم في تحسين جودة الخدمات وتوسيع الوصول إلى المعرفة.

كما شدد الدكتور زين على أن المكتبات لم تعد مجرد أماكن لحفظ الكتب بل أصبحت منصات معرفية تفاعلية تعتمد على التكنولوجيا لتقديم خدمات متطورة، مثل الفهرسة الذكية والمساعدات الرقمية والتوصية بالكتب وفقًا للذوق القرائي. ودعا أيضًا إلى ضرورة الاستثمار في تدريب الكوادر العاملة وتعزيز التعاون بين المكتبات والمؤسسات الأكاديمية لبناء مجتمع رقمي معرفي مستدام.

وقدمت رانيا شرعان، مديرة المكتبة، بحثًا بعنوان: “دور التحول الرقمي في دعم إبداع ومهارات المستفيدين”، حيث استعرضت كيف تُسهم التقنيات الرقمية في تطوير مهارات رواد المكتبة وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع المعرفي. وتطرقت إلى عدد من المبادرات مثل الورش الإلكترونية ومنصات التعلم عن بُعد ومشاريع الابتكار المجتمعي التي ساعدت في سد الفجوة الرقمية خاصة بين الشباب.

كما شارك الدكتور طه محمد نصر ببحث تحليلي بعنوان: “دور المكتبات العامة في بناء المجتمعات الرقمية المستدامة: دراسة تحليلية لمنظومة مكتبات مصر العامة”، والذي ركز فيه على أهمية تطوير البنية الرقمية للمكتبات وتعزيز دورها كمحرك للتنمية المجتمعية.

وقدمت لمياء عبد الرحمن بحثًا بعنوان: “دور الأنشطة التكنولوجية في المكتبات العامة: دراسة حالة على ورش البرمجة والروبوتات في مكتبة مصر العامة”، تناولت فيه أهمية إدماج الأنشطة التقنية الحديثة وتأثيرها الإيجابي على تنمية المهارات الرقمية لدى الأطفال واليافعين ودورها الحيوي في تعزيز التفكير الإبداعي وروح الابتكار.

وعرضت إيمان حلمي شنودة ورقة بحثية بعنوان: “مبنى مكتبة مصر العامة الرئيسية بالجيزة: ذاكرة حية متجددة – من قصر تاريخي إلى منارة ثقافية”، سلطت خلالها الضوء على التحولات التي مر بها المبنى وكيف تحول من قصر تاريخي إلى مركز ثقافي يقدم خدمات معرفية ومجتمعية متكاملة.

كما قدم محمد عمر بحثًا بعنوان: “دور الواقع المعزز في تطوير الخدمات المعلوماتية وتنمية مهارات المستفيدين”، ناقش فيه استخدام تقنيات الواقع المعزز داخل المكتبات ومدى إسهامها الكبير في تحسين تجربة المستخدم وزيادة التفاعل مع المحتوى خاصةً ضمن السياقات التعليمية والتدريبية.

ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الدور المتنامي للمكتبات العامة في دعم الإبداع وتنمية المهارات عبر مجموعة متنوعة من الأنشطة تشمل البرامج التدريبية والخدمات المعلوماتية والمبادرات المجتمعية وكذلك الأنشطة المتنقلة التي تغطي مختلف المحافظات. كما يسعى لتعزيز الحوار حول أهمية المكتبات كأداة لخدمة المجتمع المصري وبناء مستقبل ثقافي أكثر إشراقًا.