البابا لاوُن الرابع عشر يرفع صوته بأول صلاة “افرحي يا ملكة السماء” في لحظة تاريخية

البابا لاوُن الرابع عشر يرفع صوته بأول صلاة “افرحي يا ملكة السماء” في لحظة تاريخية

تلا اليوم قداسة البابا لاوُن الرابع عشر صلاة “افرحي يا ملكة السماء” في يوم الأحد الموافق ١١ أيار مايو، حيث تحدث قبلها وبعدها إلى المؤمنين والحجاج الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس.

افرحي يا ملكة السماء

ظهر البابا لاوُن الرابع عشر من الشرفة المركزية لبازيليك القديس بطرس للمرة الثانية، وكانت هذه المرة الأولى بعد انتخابه، وذلك لتلاوة صلاة “افرحي يا ملكة السماء” والتحدث إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في الساحة.

بدأ قداسته حديثه مشيرًا إلى أن هذا الأحد الأول لخدمته كأسقف لروما هو بمثابة عطية من الله، وأكد أن إنجيل اليوم يروي لنا كيف كشف يسوع عن نفسه كراعٍ حقيقي يعرف خرافه ويحبها ويبذل حياته من أجلها.

كما أشار قداسة البابا إلى الاحتفال الذي يتم منذ ٦٢ سنة باليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، ولفت انتباه الحاضرين إلى أن روما تستضيف اليوم يوبيل الفرق الموسيقية والعروض الشعبية، فوجه تحيته وشكره لجميع هؤلاء الحجاج الذين أضافوا بموسيقاهم وعروضهم بهجة على عيد المسيح الراعي الصالح الذي يقود الكنيسة بروحه القدوس.

عاد بعدها البابا لاوُن الرابع عشر لقراءة إنجيل اليوم من القديس يوحنا، مذكّرًا بكلمات يسوع: “إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني”، واسترجع عبارة للبابا القديس غريغوريوس الكبير حول استجابة الأشخاص لمحبة مَن يحبهم. ثم قال الأب الأقدس للمؤمنين والحجاج إنه سعيد بالصلاة معهم ومع شعب الله كله من أجل الدعوات خاصةً الكهنوت والحياة الرهبانية، مؤكدًا حاجة الكنيسة الكبيرة لذلك. كما شدد على أهمية توفير بيئة من الاستقبال والإصغاء للشبان والشابات في جماعاتنا لمساعدتهم في مسيرتهم الدعوية.

واصل البابا لاوُن الرابع عشر تأكيد النداء الذي وجهه البابا فرنسيس في رسالته بمناسبة هذا اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، حيث دعا لاستقبال الشباب ومرافقتهم. وتضرع قداسته للآب السماوي بأن نكون جميعًا رعاة “على وفق قلبه”، قادرين على دعم بعضنا البعض في المحبة والحقيقة. وأضاف قداسته: “أقول للشباب لا تخافوا! اقبلوا دعوة الكنيسة والمسيح الرب”.

في ختام كلمته للحجاج والمؤمنين قبل تلاوة صلاة “افرحي يا ملكة السماء”، تضرع قداسة البابا لكي تساعدنا دائمًا على اتباع يسوع ومريم العذراء التي كانت حياتها استجابة لدعوة الرب.

بعد تلاوة الصلاة، وجه قداسة البابا كلمته للحضور متوقفًا عند انتهاء الحرب العالمية الثانية في ٨ أيار مايو قبل ٨٠ سنة والتي أسفرت عن وفاة نحو ٦٠ مليون شخص. ثم انتقل ليشير إلى المشهد المأساوي الحالي مع الحرب العالمية الثالثة المجزأة كما كرر بابا الفاتيكان فرنسيس أكثر من مرة، مؤكدًا ضرورة توجيه نداء قوي للعالم: لا للحرب بعد أبداً.

وفي سياق الحديث عن الأزمات العالمية، أعرب قداسة البابا لاوُن الرابع عشر عن تضامنه مع الشعب الأوكراني ودعا الجميع للعمل لتحقيق سلام حقيقي وعادل ودائم بأسرع وقت ممكن. كما دعا لإطلاق سراح جميع السجناء وإعادة الأطفال إلى عائلاتهم.

انتقل بعد ذلك للحديث عن الوضع في غزة حيث عبّر عن ألم كبير تجاه ما يحدث هناك وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين المتضررين وإطلاق سراح جميع الرهائن.

كما أعرب الأب الأقدس عن ارتياحه لنبأ وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان وأكد رجاءه بأن تؤدي المباحثات القادمة للتوصل إلى اتفاق دائم. وذكر أيضًا أنه توجد العديد من النزاعات الأخرى حول العالم تحتاج للاهتمام والجهود لحلها.

تابع موكلًا إلى سلطانة السلام النداء لأجل السلام كي تتوجه بهذا الطلب إلى الرب يسوع ليهبنا معجزة السلام. ووجه بعدها تحية لكل الحجاج والمؤمنين وذكر الاحتفال بعيد الأم الذي يُحتفل به اليوم في إيطاليا ودول أخرى، مقدمًا تحيات قلبية لجميع الأمهات وصلاة خاصة للأمهات اللاتي هنّ الآن في السماء.