
ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى نيته في تقليص الاعتماد على المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل، والتي تُقدَّر بحوالي أربعة مليارات دولار سنويًا، وهذا يأتي في وقت حساس سياسيًا.
أتى هذا التصريح خلال جلسة حيوية وصفتها الصحيفة بـ”الصاخبة” والتي نظمتها لجنة الأمن والخارجية التابعة للكنيست، حيث صرح نتنياهو قائلًا: “نحصل على نحو 4 مليارات دولار سنويًا لشراء السلاح، وأعتقد أننا سنتجه للاستغناء عنها كما فعلنا مع المساعدات الاقتصادية”، مما يفتح المجال للتساؤلات حول الاستراتيجيات المستقبلية للحكومة الإسرائيلية.
وعلى الرغم من عدم توضيحه للأسباب وراء هذا التوجه، فإن توقيت التصريح يحمل دلالات سياسية واضحة، خاصةً مع تزايد التقارير عن توتر العلاقات بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الحليفين التقليديين.
في سياق متصل، أفادت مصادر سياسية بأن ترامب قام بقطع اتصالاته مؤخرًا بنتنياهو، وسط شكوك داخل إدارته بأن الأخير يحاول التأثير على مواقفه بطرق غير مباشرة أو متلاعبة، مما أدى إلى تفاقم هشاشة العلاقة بين الطرفين في هذه الفترة الحرجة.
أما فيما يتعلق بالشأن الداخلي، فقد تناول نتنياهو أمام اللجنة مشروع قانون جديد يخص تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم)، حيث تعهد بتمريره فقط عبر لجنة الأمن والخارجية، مشيرًا إلى أنه سيساهم في تجنيد ما يصل إلى 10 آلاف و500 شخص خلال عامين. ومع ذلك، قوبل هذا الطرح بسخرية شديدة من زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيجدور ليبرمان، الذي رد بانفعال: “هذا أقل من 30% من المجندين المطلوبين سنويًا، كيف تعتبره إنجازًا؟”.
تستمر الاحتجاجات التي تنظمها جماعات الحريديم منذ صدور قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 25 يونيو 2024 الذي ألغى إعفاءهم التقليدي من الخدمة العسكرية. وقد حظر القرار أيضًا تقديم الدعم المالي للمؤسسات الدينية التي لا يلتزم طلابها بالتجنيد، مما أدى إلى تصاعد أزمة سياسية واجتماعية كبيرة بين التيارات الدينية والحكومة الحالية.
تعليقات