
استقبل الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السفيرة أنجلينا أيخهورست، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى مصر، بحضور الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل والقائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والدكتورة سلمى يسري، مستشار الوزير للتعاون الدولي.
خلال اللقاء، تم استعراض سُبل تعزيز التعاون المشترك وتوسيع آفاقه بما يخدم المصالح المشتركة والتنمية المستدامة في مصر.
وأكد الوزير على الأهمية الإستراتيجية للعلاقات المتنامية بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
كما أشاد الدكتور أيمن عاشور بالنتائج الملموسة التي تحققت من خلال المبادرات والبرامج والمنح المشتركة، مؤكدًا حرص مصر الراسخ على تعميق هذا التعاون في إطار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع الطرفين وشدد على الأولوية التي توليها مصر لتنمية العنصر البشري باعتباره الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأوضح الوزير التوسع الذي قامت به مصر في علاقاتها مع مختلف الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن الشراكة المصرية الأوروبية تقوم على قيم الإنصاف والاحترام المتبادل والثقة المشتركة.
ولفت الدكتور أيمن عاشور إلى الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا إلى مصر والتي شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات الهامة في مجالات التعليم والبحث العلمي بين مؤسسات التعليم العالي من البلدين والتي بلغ عددها 42 مذكرة تفاهم كإمتداد للعلاقات الإيجابية الطويلة التي تربط بين مصر وفرنسا في الشراكة الأكاديمية والبحثية مشيرًا إلى فتح أفرع للعديد من الجامعات الأوروبية في مصر وذلك في سياق توطيد العلاقات التعليمية والبحثية وحرص مصر على دعم تبادل الخبرات مع مختلف الدول الأوروبية مؤكدًا استمرار التعاون المثمر مع أوروبا مما يسهم في تطوير منظومة التعليم العالي المصرية ويعكس جاذبية مصر كمركز إقليمي للتعليم العالي.
وثمن الدكتور أيمن عاشور التقدم الهام الذي تم إحرازه في ملف انضمام مصر إلى برنامج “هورايزون أوروبا” كدولة شريكة حيث تقدمت مصر بطلب رسمي للانضمام إلى هذا البرنامج الطموح في مارس 2024 وتلا ذلك بدء المفاوضات الرسمية في أكتوبر من العام نفسه وقد أسفرت هذه المفاوضات عن توقيع المفاوضين الرئيسيين بالأحرف الأولى على نص الاتفاقية تمهيدًا لاستكمال الإجراءات الرسمية لإقرارها من الجانبين.
وأشار الوزير إلى أن برنامج “هورايزون أوروبا” هو مبادرة رائدة من الاتحاد الأوروبي تهدف لدعم البحث العلمي والابتكار ومن شأن انضمام مصر إليه أن يفتح آفاقًا واسعة للتعاون المشترك في قطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتحول الرقمي والصحة والتعليم بما يعزز التنمية المستدامة ويخدم المصالح المشتركة للشعبين المصري والأوروبي مثمنًا كذلك العديد من برامج التبادل العلمي ومنها برنامج إيراسموس.
وشدد الدكتور أيمن عاشور على اهتمام مصر بتعزيز التعاون في برامج التخصصات البينية والعابرة للتخصصات ولا سيما تلك التي تتوافق مع الأولويات الوطنية لخطة التنمية المستدامة ورؤية الدولة الطموحة.
وتناول اللقاء أهمية دعم وتيسير التبادل الطلابي وزيادة المنح الدراسية للطلاب والباحثين والخريجين لما له من دور حيوي في إثراء التبادل العلمي والثقافي وبناء جيل من الكوادر المؤهلة القادرة على تلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة.
وفي هذا السياق، أعربت السفيرة أنجلينا أيخهورست عن تطلع الاتحاد الأوروبي لتعميق وتوسيع الشراكة الاستراتيجية مع مصر والتركيز على المجالات التي يحتاجها الطلاب بالإضافة إلى الخريجين بما يخدم المشروعات التنموية الكبرى ويساهم في بناء قدرات الشباب المصري مشيرة إلى حرص الاتحاد الأوروبي على دعم توفير أكبر فرص ممكنة لشباب الباحثين وللطلاب وتوسيع دائرة المستفيدين.
وأشادت السفيرة بالتطور الكبير الذي تشهده منظومة التعليم العالي في مصر ودورها الريادي المتزايد على المستوى الإقليمي مؤكدة ترحيب الاتحاد الأوروبي الكامل بتعزيز التعاون والاستثمار في العنصر البشري المصري خاصةً في قطاعات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأشارت السفيرة أيضًا إلى حرص سفراء دول الاتحاد الأوروبي بمصر بشدة على دعم وتعزيز علاقات بلادهم مع مصر بمختلف المجالات وفي هذا الإطار هنأت الوزير لنجاح الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كما هنأت السفير الفرنسي أيضًا على التعاون المثمر الذي تم خلال الزيارة.
وأكدت أيخهورست أن مصر تُعد الشريك الإستراتيجي الأكبر للاتحاد الأوروبي بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وثاني أكبر شريك له عالميًا مما يؤكد عمق العلاقات وأهميتها للطرفين ونوهت لأهمية تعزيز التعاون بين الجانبين بمجال دبلوماسية العلوم بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم تبادل المعرفة والخبرات.
كما أكد الطرفان ضرورة التعاون لنقل المعرفة والتكنولوجيا ودعم الابتكار وريادة الأعمال وتطوير آليات الربط الفعال بين المجتمع الأكاديمي والصناعة ضمن تنفيذ أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وتحقيق التكامل بينهم وتوجيه البحث العلمي لخدمة احتياجات القطاعات الإنتاجية المختلفة وتحويل المعرفة لحلول عملية تساهم بتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتوفير فرص عمل للخريجين.
ناقش الطرفان تجديد اتفاقية بريما (PRIMA) بين مصر والاتحاد الأوروبي والتي تهدف لتعزيز البحث والتعاون العلمي والتكنولوجي وذلك لتطوير الابتكار بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وخاصةً فيما يتعلق بقضايا المياه والطاقة والزراعة المستدامة.
كما تناول النقاش أهمية تعزيز التعاون بالمشروعات البحثية المشتركة وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات عبر مختلف المجالات العلمية ذات الأولوية للتنمية.
تعليقات