القومي لحقوق الإنسان يساهم في مناقشات الأمم المتحدة حول حق التنمية

في حدث بارز، ألقى المجلس القومي لحقوق الإنسان بجمهورية مصر العربية كلمة رئيسية للمؤسسات الوطنية خلال الجلسة الافتتاحية الرسمية لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، حيث تناولت الكلمة الحق في التنمية كحق جماعي للشعوب، وذلك في قصر الأمم بمدينة جنيف.

تأتي هذه المشاركة المميزة للمجلس باعتباره المؤسسة الوطنية الوحيدة على مستوى العالم التي تم اختيارها لإلقاء الكلمة الافتتاحية، بعد كلمات ممثلي أكثر من 25 دولة، مما يعكس الاعتراف الدولي بالدور الحيوي الذي تلعبه مصر، ممثلة في مجلسها الوطني، في ترسيخ مفهوم التنمية كحق من حقوق الإنسان لا يمكن فصله عن العدالة والكرامة والمشاركة الفعالة.

وقد ألقاها الدكتور محمد ممدوح، رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس، الذي تم اختياره كمتحدث رئيسي، حيث قدم رؤية شاملة حول الحق في التنمية كحق جماعي وفردي يتجاوز الأبعاد الاقتصادية ليشمل الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والثقافية ضمن إطار مبادئ المساواة وعدم التمييز والعدالة الاجتماعية.

وفي كلمته، أكد ممدوح أن الحق في التنمية ليس مجرد رفاهية بل هو حق أصيل تكفله المعايير الدولية ويستحقه كل إنسان وكل شعب، مشيرًا إلى أن هذا الحق يضمن للإنسان حياة كريمة تُصان فيها حريته ويمكّنه من المشاركة في صنع مستقبله وتوفير الفرص العادلة له للارتقاء.

كما أوضح أن المجلس القومي لحقوق الإنسان لا ينظر إلى التنمية كمشروع اقتصادي فقط، بل يعتبرها قضية حقوقية بالدرجة الأولى، مؤكدًا أن جهود اللجنة الاقتصادية بالمجلس على مدار السنوات الثلاث الماضية قد ركزت على تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للفئات الأكثر تهميشًا ودمج الشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة ضمن أجندة التنمية الوطنية.

وأضاف ممدوح في تصريحات أدلى بها عقب الجلسة أنه من الواضح أن اسم مصر ممثلًا بمجلسها القومي يتصدر الجلسة الافتتاحية لهذه الاجتماعات الأممية وهو اعتراف موثق وجلي بجدية التجربة الوطنية في دمج بُعد الحقوق ضمن عملية التنمية.

وأكد أيضًا أن هذا التكريم المؤسسي يعكس ثقة المجتمع الدولي بالرؤية التي يتبناها المجلس ويضع على عاتقنا مسؤوليات أكبر لمواصلة البناء على ما تحقق حتى الآن. كما اختتمت الجلسة بتأكيد المشاركين على أهمية دور المؤسسات الوطنية لضمان شمولية التنمية وربطها بالأطر الحقوقية العالمية وعلى ضرورة تمكين الشعوب من قيادة مسارات تنميتها بحرية واستقلال كجزء لا يتجزأ من السلم والأمن الدوليين.