
أطلق الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، اليوم الإثنين، خطة عاجلة للسكان والتنمية بالإضافة إلى المرصد الوطني السكاني والبرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية، وذلك في إطار المنظومة القومية لمتابعة الاستراتيجيات الوطنية تحت مظلة مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
تأتي هذه الخطوة في ظل جهود متواصلة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتعزيز التنمية البشرية في مصر.
ابرز الحضور
شهد هذا الحدث حضور مجموعة من الشخصيات البارزة، حيث كان بين الحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والسيد محمد جبران وزير العمل، بالإضافة إلى عدد من المحافظين وقيادات وزارة الصحة والسكان ورؤساء الهيئات ومديري مديريات الشئون الصحية بمحافظات الجمهورية وكذلك ممثلين عن البنك الدولي وعدد من المنظمات الأممية مثل يونيسيف والصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار أن التقدم الذي حققته مصر في معدل الإنجاب الكلي كان أكثر مما كان متوقعًا خلال هذه الفترة، حيث انخفض المعدل ليصل إلى 2.41 لعام 2024 مقارنة بـ 2.85 عام 2021، مشيرًا إلى أن الخطة العاجلة تهدف إلى تسريع تحقيق هدف خفض معدل الإنجاب إلى 2.1 بحلول عام 2027 بدلاً من عام 2030.
وأوضح الدكتور خالد عبدالغفار أن النتائج المحققة في الملف السكاني تعتمد على جهد جماعي وتعاون بين مختلف الجهات المعنية، مؤكدًا أن ملف السكان والتنمية البشرية هما وجهان لعملة واحدة حيث لا يمكن تحقيق تنمية بشرية حقيقية دون مراعاة التغيرات السكانية المهمة التي تؤثر على نوعية حياة الناس وتعزز الربط بين النمو السكاني والتقدم الاجتماعي.
كما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية أهمية التحليل الدقيق للبيانات التنموية والسكانية بشفافية واستغلال كافة الموارد المتاحة لتحقيق مجتمع أفضل، مقدمًا شكره لجميع الشركاء والمساهمين في تنفيذ الخطة العاجلة للسكان والتنمية.
وفي سياق الحديث عن الخطة العاجلة للسكان والتنمية استعرضت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة والسكان فلسفة وأهداف الخطة والمشاريع المرتبطة بها موضحةً أنها انطلقت اعتبارًا من أول يناير 2025 بالاعتماد على بيانات المسح السكاني ودليل سكاني يرتكز على 29 مؤشرًا تشمل الخدمات الصحية والتعليم والحماية والمواليد والوفيات والكثافة السكانية مع تقسيم المحافظات وفقًا لهذه المؤشرات إلى مناطق خضراء (دليل سكاني أعلى من 70%) ومناطق صفراء (50–70%) ومناطق حمراء (أقل من 50%).
وتابعت الدكتورة عبلة الألفي أنه سيتم تنفيذ الخطة بشكل تدريجي خلال فترة تمتد لـ1000 يوم (مرحلة تجريبية تبدأ من أكتوبر حتى ديسمبر 2024 ثم ثلاث سنوات تمتد من 2025 حتى 2027)، وسيتم تقييم النتائج وإعلانها كل مئة يوم عمل بهدف تحويل المناطق الحمراء إلى صفراء ثم خضراء عبر تحسين الخدمات والخصائص السكانية مضيفةً أن الخطة التنفيذية الأولى حققت نسبة إنجاز بلغت104% كما تم إطلاق المرصد الوطني السكاني ضمن هذه الخطة ليكون نافذة مهمة لمتابعة ملف السكان ودعم اتخاذ القرار المناسب.
فيما يتعلق بالبرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة فإن الهدف هو خفض معدل انتشار التقزم بنسبة تصل إلى25% بنهاية السنوات الثلاث للخطة العاجلة إضافةً إلى تعزيز القدرات المؤسسية لتقديم خدمات تغذية جيدة وتربية إيجابية وخدمات صحية للحوامل والمرضعات والأطفال تحت سن الخامسة عبر نظم الصحة والحماية الاجتماعية وزيادة الوعي بين الآباء حول ممارسات تغذية الرضع وصغار الأطفال بما فيها تغذية الحوامل والرضاعة الطبيعية الحصرية والتغذية التكميلية مع استمرار الرضاعة الطبيعية حتى نهاية العام الثاني وتعزيز البرامج الوطنية للحد من معدلات السمنة وفقر الدم والهزال وتوسيع خدمات الإرشاد الأسري والمجتمعي عبر المبادرة الرئاسية “الألف يوم الذهبية”.
من جانبها أثنت ناتاليا ويندرروسي ممثلة منظمة اليونيسف بمصر على جهود وزارة الصحة والسكان في قيادة هذه الخطة والتي تمثل فرصة لتحقيق الأولويات التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة مشيدةً بالتقدم الذي تحرزه مصر في تنظيم الأسرة وخفض معدل الإنجاب كما أكدت على التطور الملحوظ الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية بمصر وخاصةً الخدمات المقدمة للأطفال والنساء مؤكدةً ضرورة التضامن لتحقيق ذلك.
كما أكدت الدكتورة فادية سعادة المدير الإقليمي للتنمية البشرية بالبنك الدولي أن لدى مصر استراتيجيات قوية تركز على تحسين الخصائص السكانية مشيرةً إلى أن الآليات المتعلقة بالسكان تأتي في جوهر اهتمام الحكومة المصرية وأن هناك تطوراً ملحوظاً يحدث في جميع القطاعات المختلفة وحشد الجهود لتحقيق النتائج المرجوة للشعب المصري.
وأضاف جان بيير دومارجوري ممثل ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بمصر: “نفخر بالتعاون مع الحكومة المصرية لتنفيذ البرنامج القومي للوقاية من التقزم وسوء التغذية والخطة العاجلة للسكان والتنمية حيث تُعد شراكاتنا الاستراتيجية الطويلة الأمد مع وزارتي الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي استثماراً محورياً لتعزيز التدخلات المتكاملة في مجال الغذاء والتغذية والتي تركز على الألف يوم الأولى من حياة الطفل” مشيراً إلى أهمية دعم نظم التغذية وزيادة الوعي وضمان الوصول العادل للغذاء المغذي للأمهات والأطفال بما يسهم في ترسيخ أسس الأمن الغذائي والتغذوي للجميع
وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قام الدكتور خالد عبدالغفار بتكريم عددٍ من المحافظين ومديري مديريات الشئون الصحية ومدراء المجلس القومي للسكان تقديراً لجهودهم المبذولة في تنفيذ المرحلة الأولى للخطة العاجلة للسكان والتنمية.
تعليقات