سعد زغلول يتحدى الاستعمار برسالة احتجاج قوية.. صوت مصر يصدح في مؤتمر الصلح

سعد زغلول يتحدى الاستعمار برسالة احتجاج قوية.. صوت مصر يصدح في مؤتمر الصلح

في لحظة تاريخية هامة من مسيرة الكفاح الوطني، قام الزعيم المصري سعد زغلول بتوجيه مذكرة احتجاج قوية إلى مؤتمر الصلح الذي عُقد في باريس عام 1919، حيث عبر فيها عن رفض الشعب المصري القاطع للاستعمار البريطاني، مطالبًا بحق مصر الطبيعي في الاستقلال والحرية وتقرير المصير.

تأتي مذكرة زغلول كجزء من سلسلة من التحركات السياسية والدبلوماسية التي قادها بعد ثورة 1919، والتي اندلعت في جميع أنحاء البلاد احتجاجًا على الاحتلال البريطاني ونفي زعماء الوفد إلى الخارج، وقد أراد زغلول من خلال هذه الرسالة إحراج الاحتلال البريطاني أمام المجتمع الدولي، مع تسليط الضوء على المعاناة والقمع الذي يتعرض له الشعب المصري، بالإضافة إلى انتهاك بريطانيا للوعود التي قطعتها خلال الحرب العالمية الأولى بشأن حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وفي مذكرته، استند زغلول إلى المبادئ السامية للعدالة والحرية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، مطالبًا المؤتمر بالنظر إلى القضية المصرية باعتبارها قضية عادلة تستحق الدعم الدولي، وأكد أن الاحتلال البريطاني لم يعد مرفوضًا فقط من قبل الشعب بل أصبح أيضًا عائقًا أمام السلام والاستقرار في المنطقة.

على الرغم من عدم تلقي المذكرة لاستجابة مباشرة من المؤتمر بسبب هيمنة المصالح البريطانية والفرنسية، إلا أنها مثلت خطوة مهمة في نضال مصر نحو الاستقلال وعكست إدراك الزعيم سعد زغلول لأهمية الضغط الدولي في مواجهة الاحتلال.

كما ساهمت هذه الرسالة في تعزيز مكانة الوفد المصري كحركة وطنية شرعية وأظهرت للعالم أن مصر لا تطالب بالحرية فحسب بل تناضل من أجلها عبر أدوات السياسة والدبلوماسية جنبًا إلى جنب مع المقاومة الشعبية.

إن تلك اللحظات التاريخية تعكس الروح الوطنية العالية للشعب المصري وتصميمه على تحقيق أهدافه المشروعة مهما كانت التحديات، ويظل إرث سعد زغلول محفورًا في ذاكرة الأجيال القادمة كمثال يحتذى به في النضال ضد الظلم والطغيان.