
حذّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL) من أن الهجمات المتواصلة على المدنيين والبنية التحتية المدنية قد تصل إلى درجة جرائم الحرب، مما يبرز الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي تشهدها البلاد.
في تطور مقلق للوضع الأمني في العاصمة الليبية طرابلس، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المسلحة بعد مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ”غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار، وقد أدى هذا الحادث إلى تصاعد التوترات بين الفصائل المسلحة، حيث شهدت مناطق عدة في طرابلس مثل تاجوراء وأبو سليم مواجهات مسلحة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بالإضافة إلى نزوح عدد كبير من السكان.
تجاهلت الميليشيات المسلحة تعليمات المجلس الرئاسي الليبي بالعودة إلى الثكنات، مما ساهم في تفاقم الوضع الأمني في المدينة، ورصدت التقارير الإعلامية دخول قوات أمنية مشتركة إلى المناطق المتوترة في محاولة لفض النزاع، لكن الاشتباكات استمرت مما دفع جامعة طرابلس لتعليق الدراسة والامتحانات، كما أصدر مركز طب الطوارئ والدعم تحذيرات للمواطنين بضرورة الابتعاد عن مناطق الاشتباكات.
تأتي هذه التطورات ضمن صراع مستمر على النفوذ بين الميليشيات المسلحة في طرابلس، حيث تسعى كل فئة لفرض سيطرتها على مناطق استراتيجية بالعاصمة، وتحذر بعثة الأمم المتحدة من أن استمرار هذه الأعمال العدائية يشكل تهديدًا خطيرًا للسلام والاستقرار في ليبيا وتدعو إلى ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
إن الأوضاع الحالية تتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية لوضع حد لهذه الفوضى المستمرة وتعزيز الأمن والسلام في البلاد التي تعاني منذ سنوات طويلة من النزاعات الداخلية والاختلالات السياسية والاجتماعية.
تعليقات