اجتماع مثير بين وزير السياحة والآثار ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة.. خطوات جديدة نحو تعزيز القطاع

اجتماع مثير بين وزير السياحة والآثار ورؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة.. خطوات جديدة نحو تعزيز القطاع

التقى شريف فتحي وزير السياحة والآثار، مع رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية والخاصة في مصر، وذلك بالمتحف المصري الكبير.

استهل الوزير اللقاء بالترحيب بالسادة الضيوف معربًا عن سعادته بلقاء نخبة من رموز الإعلام والصحافة المصرية بهدف تعزيز التعاون وخلق قنوات للتواصل المباشر بين الوزارة ووسائل الإعلام المختلفة لدعم قطاع السياحة والآثار والترويج لمصر على المستويين المحلي والدولي، حيث أثنى على الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوعي المجتمعي ونقل صورة مصر الحقيقية إلى العالم، بما يعكس حضارتها العريقة ومكانتها السياحية المتميزة، فالترويج للسياحة لا يقتصر فقط على عرض المقاصد السياحية بل يمتد ليشمل إبراز الهوية المصرية وقيمها الثقافية والتعريف بالتنوع الذي تزخر به البلاد والذي لا يضاهي.

كما أكد على أن الإعلام هو شريك أساسي في توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على تراث وآثار مصر باعتبارها كنوز لا تُقدّر بثمن ومصدر فخر للأجيال القادمة، فنحن نؤمن بأن بناء وعي حقيقي بقيمة هذا التاريخ يتطلب خطابًا إعلاميًا هادفًا يدمج بين المعرفة والموضوعية والانتماء.

وخلال اللقاء، استعرض الوزير أبرز ملامح الاستراتيجية الحالية للوزارة للنهوض بالقطاع السياحي المصري والتي تنطلق تحت شعار “مصر…تنوع لا يُضاهى”، وهو الشعار الذي يعكس ما حباه الله به مصر من مقومات ومنتجات وأنماط سياحية متنوعة ومختلفة، مشيرًا إلى تبني الوزارة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي كأداة مهمة للترويج السياحي لمصر ضمن الجهود المستمرة لتحديث أدوات التسويق السياحي والاعتماد بصورة أكبر على التسويق الإلكتروني عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأشار كذلك إلى ما حققته مصر من نتائج قياسية خلال عام 2024 باستقبال 15.8 مليون سائح بزيادة قدرها 6% مقارنة بعام 2023، متجاوزة بذلك مستويات ما قبل الجائحة بنسبة نمو تجاوزت 21% مما يعكس الجهود المستمرة لتعزيز القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري على الساحة العالمية.

وفي الربع الأول من عام 2025، واصل القطاع هذا الزخم محققًا مؤشرات إيجابية جديدة حيث ارتفعت أعداد السائحين بنسبة 25% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق مما يؤكد الثقة المتنامية من الأسواق الدولية في المقصد السياحي المصري رغم ما تشهده المنطقة من تحديات جيوسياسية.

وتحدث الوزير أيضًا عن مستهدفات هذه الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيق الأمن الاقتصادي السياحي من خلال تعظيم العوائد المباشرة على المواطنين لاسيما أولئك المقيمين في محيط المواقع السياحية والأثرية المختلفة، موضحًا أن هذه الرؤية تهدف إلى تعزيز دور المجتمعات المحلية كشريك أساسي في منظومة التنمية السياحية بما ينعكس إيجاباً على سلوكهم ويعزز شعورهم بالمسؤولية تجاه الحفاظ على هذه المواقع باعتبارها مصدر فخر ورافداً اقتصادياً مهماً لهم ولأسرهم. هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالعنصر البشري ورفع كفاءة مهارات العاملين بالوزارة وبالقطاع السياحي ككل من خلال منصة إلكترونية للتعليم تقوم الوزارة حاليًا بإنشائها.

كما سلّط الضوء على المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه رسميًا في 3 يوليو المقبل مشيرًا إلى أن مصر تستعد لحدث عالمي فريد يتم الإعداد له بأعلى درجات الاحترافية والتنظيم. وأكد أن العالم بأسره سيشهد حجم الجهود التي بُذلت منذ انطلاق المشروع وحتى اقتراب افتتاحه وهو إنجاز يعكس إرادة الدولة وإيمانها بقيمة تراثها الحضاري.

ونوّه إلى أن المتحف لا يُعد مجرد صرح لعرض الآثار بل سيشكل مركزاً دولياً للأبحاث والدراسات في علم المصريات مما يعزز مكانة مصر الأكاديمية والعلمية في هذا المجال. كما أعرب عن تطلع الوزارة لأن يصبح المتحف وجهة رئيسية لدارسي علم المصريات من مختلف دول العالم لاستكمال أبحاثهم ودراساتهم في موطن هذا العلم ومهد حضارته.

وتحدث أيضًا عن أبرز التحديات التي تواجه قطاع السياحة في مصر وأن من بين الأولويات الحالية تعزيز الطاقة الفندقية خاصةً مع الاستهداف بمضاعفة عدد الغرف الفندقية بحلول عام 2030. كما أشار إلى إطلاق حزمة من التسهيلات والحوافز الاستثمارية وإصدار ضوابط تنظيمية جديدة لوحدات “شقق الإجازات (Holiday Homes)” بهدف استيعاب الطلب المتزايد وضمان الجودة والأمن والسلامة ووسائل الراحة. بالإضافة إلى ما يتم تقديمه من حوافز للطيران وغيرها من التسهيلات للحصول على تأشيرات سياحية لجذب مزيد من الحركة الوافدة لمصر وتشجيع الاستثمار السياحي لاسيما في المدن الجديدة، مشيرًا إلى الخطة الموضوعة لتطوير المنطقة الممتدة من مطار سفنكس حتى سقارة ودهشور التي تشمل المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير.

وقد شهد اللقاء نقاشاً مفتوحاً بين السيد وزير السياحة والآثار والسادة رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية والخاصة تضمن الرد على أسئلتهم واستفساراتهم بجانب الاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم المختلفة واستعراض مختلف وجهات النظر لتطوير قطاع السياحة والآثار والوقوف على التحديات التي تواجهه.

كما قاموا بجولة داخل المتحف شملت المناطق المفتوحة للزيارة وهي البهو والدرج العظيم والقاعات الرئيسية.