
يشهد مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ78 انطلاقة استثنائية هذا العام، حيث تم عرض الفيلم الفرنسي “الرحيل يومًا ما” (Partir Un Jour) في حفل الافتتاح، وهو أول عمل روائي طويل للمخرجة أميلي بونين، التي تدخل الساحة العالمية بثقة لافتة، وتحمل رسالة سينمائية مشحونة بالحنين والعمق الإنساني.
تدور أحداث الفيلم حول سيسيل، الشابة الطموحة التي تستعد لتحقيق حلمها بفتح مطعم خاص بها، لكن عودتها إلى قريتها بعد إصابة والدها بنوبة قلبية تقلب موازين حياتها تمامًا، وهناك تلتقي بحبيبها السابق، مما يفتح أمامها أبواب التساؤلات والمشاعر التي كانت قد حاولت نسيانها.
يتميز الفيلم بطابعه الموسيقي الفريد الذي منحه خصوصية لافتة، وذلك بفضل التعاون الإبداعي بين جولييت أرمانيه وباستيان بويون، اللذين قدما رؤية صوتية تنبض بروح التسعينيات، حيث أضفى ذلك طابعًا حالمًا يجمع بين النوستالجيا والرقة. وقد تألقت جولييت أرمانيه على السجادة الحمراء بجانب مخرجة العمل أميلي بونين والممثلين فرانسوا رولان وتوفيق جلاب، ضمن فريق الفيلم الذي جذب الأنظار منذ لحظة وصوله إلى ريد كاربت المهرجان.
شهد حفل الافتتاح هذا العام التزامًا واضحًا بقواعد المهرجان الجديدة التي تمنع الملابس الخارجة والتعري على السجادة الحمراء، حيث غلب اللون الأسود على معظم الإطلالات وظهرت النجمات بإطلالات راقية وأنيقة تعكس احترام الحدث الفني الكبير. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الرامية إلى إعادة الهيبة والرقي لمهرجان كان بعد الانتقادات السابقة التي اتهمته بالتحول إلى عرض صادم للموضة.
كما شهدت الأمسية تكريم النجم العالمي روبرت دي نيرو بمنحه السعفة الذهبية الفخرية تقديرًا لمسيرته الطويلة والحافلة في عالم السينما العالمية. بالإضافة إلى ذلك قدمت المغنية الفرنسية ميلين فارمر عرضًا غنائيًا استثنائيًا أضفى لمسة فنية ساحرة على أجواء الافتتاح.
تستمر فعاليات المهرجان وسط حضور كبير من نجوم وصنّاع السينما من مختلف دول العالم، بينما تواصل فرنسا تأكيد ريادتها في صناعة الأفلام ذات الطابع الإنساني والرؤية الفنية الناضجة، مما يجعل من مهرجان كان منصة مثالية لعروض الأفلام الجديدة وللتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية المهمة.
تعليقات