
أكدت وزارة البيئة أن ظهور القرش الحوتي في منطقة اللاجونا يُعتبر حدثًا طبيعيًا وموسميًا، وأوضحت أنه لا يشكل أي خطر على البشر، مع ضرورة توخي الحذر واحترام السلوكيات البيئية المتبعة.
في ظل حالة الجدل والنقاش الواسع التي شهدتها منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول ظهور هذا الكائن بالقرب من شواطئ مدينة دهب السياحية التابعة لمحافظة جنوب سيناء (التي تبعد حوالي 100 كم عن مدينة شرم الشيخ)، قامت الوزارة بإصدار بيان رسمي لتوضيح ما حدث.
وأشارت وزارة البيئة إلى أنها تتابع ما تم نشره في المواقع الإخبارية بشأن ظهور سمكة القرش الحوتي في منطقة اللاجونا بدهب، حيث وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، فريق عمل محميات جنوب سيناء للتحقق من ظهور هذا النوع من الأسماك بساحل المدينة.
هل يسبب القرش الحوتي أي خطر على الإنسان؟
وقد قام فريق محميات جنوب سيناء بتتبع أثره، وتبين مشاهدته يوم السبت الماضي، وتم التأكيد على أن نوعه هو القرش الحوتي الذي لا يشكل أي خطر على الإنسان.
وشددت وزيرة البيئة على أهمية الالتزام بالسلوكيات البيئية المسؤولة عند التعامل مع الكائنات البحرية النادرة مثل سمكة القرش الحوتي لتفادي أي مخاطر أو إصابات قد تحدث نتيجة رد فعله؛ إذ إن الاقتراب المفرط منه أو محاولة الإمساك به قد يؤدي إلى إصابات بشرية غير مقصودة بسبب حجمه الكبير وقوة حركته.
كما أكدت وزيرة البيئة أن القرش الحوتي يُعتبر أحد أهم مكونات النظام البيئي البحري في البحر الأحمر، وله دور رئيسي في الحفاظ على توازن هذا النظام البيئي الفريد.
ويُعرف القرش الحوتي بأنه أكبر أنواع الأسماك الموجودة على الإطلاق، حيث يصل طوله إلى نحو 18 مترًا ووزنه إلى حوالي 15 طنًا، ويُقدر عمره الأقصى بنحو 100 عام ويتغذى بشكل أساسي على الأسماك الصغيرة والطحالب.
وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن هذا النوع من الأسماك يتميز بانتشاره الواسع عالميًا في المسطحات المائية بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وعادةً ما يعيش بشكل منفرد لكنه يظهر أحيانًا ضمن تجمعات كبيرة.
كما تم رصد القرش الحوتي في جنوب البحر الأحمر وسواحل دولة قطر، ويتميز بلونه الداكن الذي تتخلله خطوط ودوائر فاتحة إضافة إلى فمه الكبير وزعنفته الظهرية التي تظهر أحيانًا فوق سطح المياه في المناطق الضحلة.
ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض
وفي سياق متصل أشارت وزيرة البيئة إلى أن القرش الحوتي مدرج ضمن القائمة الحمراء للكائنات المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) بسبب الضغوط البشرية التي يتعرض لها مثل الصيد العرضي واصطدام السفن والصيد الجائر.
مسافة الأمان من القرش الحوتي 15 مترًا
ومن هنا تُهيب وزارة البيئة بجميع المواطنين والجهات المعنية الالتزام بعدم الاقتراب من سمكة القرش الحوتي لمسافة تقل عن 15 مترًا وعدم استخدام اللنشات بجميع أنواعها في مناطق وجوده لتفادي تعريضه للإصابة أو النفوق كما شددت على ضرورة التوقف عن استخدام أدوات الصيد غير المتوافقة مع طبيعة البيئة البحرية بالبحر الأحمر مثل شباك الجر والشنشولا لما تمثله من خطر على هذا النوع النادر الذي يعد أحد أهم عناصر الجذب السياحي.
تعليقات