
أوضح خبير الأمن القومي محمد مخلوف، أن هناك مجموعة من الأسباب التي جعلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يختار السعودية لتكون وجهته الخارجية الأولى، حيث تحمل هذه الزيارة دلالات سياسية هامة تعكس اعترافًا واضحًا بالدور القيادي الجديد للمملكة في المنطقة.
زيارة ترامب إلى السعودية
وأشار مخلوف إلى أن اختيار ترامب للسعودية في بداية جولاته الخارجية خلال ولايته الثانية يمثل رسالة قوية، إذ لم تعد المملكة مجرد شريك إقليمي فحسب، بل أصبحت دولة ذات تأثير عالمي بارز في مجالات متعددة تتراوح بين الطاقة والأمن والتكنولوجيا وحتى التسويات الدولية.
ولفت خبير الأمن القومي خلال تصريحاته لفضائية “روسيا اليوم”، إلى أن السعودية بدأت تتحدث بلغة الشروط بدلاً من الطلبات، ولم تعد تخضع للضغوطات، بل باتت هي من تفرض شروطها خاصة فيما يتعلق بملف التطبيع والقضية الفلسطينية، مما يمنحها وزنًا تفاوضيًا غير مسبوق.
وتابع مخلوف قائلاً: “السعودية تمثل بالنسبة لترامب شريكًا ثابتًا وقويًا في منطقة مليئة بالاضطرابات، بينما تبقى إسرائيل وإيران رغم أهميتهما الاستراتيجية في حالة من عدم الاستقرار”، موضحًا أن “دليل ذلك هو أن السعودية كانت الوجهة الأولى لترامب خلال ولايته الأولى وتعيد التأكيد على مكانتها كوجهته الأولى بعد إعادة انتخابه، مما يعكس شراكة استراتيجية متينة.”
وفيما يتعلق بتعامل المملكة مع الملفات المهمة في المنطقة، أشار مخلوف إلى أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها السعودية واستراتيجيتها المعروفة بـ”صفر مشاكل” مع دول الجوار والانفتاح الدبلوماسي على قضايا مثل الملف الإيراني وحرب غزة تعكس نضوجًا استراتيجيًا يجعل منها لاعباً رئيسياً لا يمكن تجاهله في أي تسوية مستقبلية.
ملف تطبيع والدولة الفلسطينية
كما أشار إلى أن السعودية قد ربطت ملف التطبيع مع دولة الاحتلال بمسألة حل الدولتين وحقوق الفلسطينيين، حيث وضعت شروطاً صارمة تتصدرها ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، مؤكدًا أنه بالمقابل يعتبر عدم زيارة ترامب لإسرائيل مؤشرًا على تدهور العلاقة ولو بشكل طفيف بين واشنطن وتل أبيب نتيجة للخلافات السياسية القائمة بين ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول عدة قضايا رئيسية تشمل القضية الفلسطينية والحرب على غزة والبرنامج النووي الإيراني.
تعليقات