
منذ سقوط العقيد معمر القذافي، تعاني ليبيا من أزمات متتابعة أدت إلى انقسام الدولة إلى مجموعات مسلحة، مما أسفر عن وقوع الآلاف بين قتلى وجرحى، بالإضافة إلى خسائر اقتصادية جسيمة.
وفي الآونة الأخيرة، شهدنا اشتباكات مسلحة في العاصمة طرابلس، حيث تمكن عدد كبير من السجناء المحكومين بأحكام مشددة من الهرب نتيجة حالة الذعر التي نشأت بسبب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت أمام بوابات سجن الجديدة.
وقد أفادت الشرطة القضائية بأن بعض الفارين مدانون بقضايا جنائية خطيرة، مما يشكل تهديدًا أمنيًا كبيرًا على البلاد بعد فرارهم.
كما أصدرت تحذيرًا من أن استمرار هذه الاشتباكات قد يؤدي إلى عواقب كارثية تهدد استقرار العاصمة وليبيا بشكل عام.
ويأتي هذا الحادث في ظل تدهور الأوضاع الأمنية بالعاصمة طرابلس، مع تصاعد المخاوف من تفشي العنف والفوضى بشكل أكبر.
وتجددت الاشتباكات العنيفة فجر اليوم الأربعاء في منطقة رأس حسن وشارع الجرابة وجامع الصقع بين قوات جهاز الردع واللواء 444 قتال التابع للجيش الليبي، مما يزيد الأمور تعقيدًا ويعمق الأزمة الحالية.
ومن جهة أخرى؛ أعربت السفارة الأمريكية في ليبيا عن قلقها الشديد إزاء التقارير المتعلقة باندلاع الاشتباكات المسلحة في العاصمة، ودعت إلى ضرورة التهدئة الفورية واستعادة الأمن في المناطق السكنية المتأثرة بهذه الأحداث.
وأكدت السفارة عبر بيان نشرته على حسابها الرسمي بمنصة “إكس” أنها تشاطر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قلقها بشأن القتال الدائر في المناطق المأهولة بالسكان، مشددة على أهمية وقف العنف فورًا وتجنب التصعيد الذي قد يفاقم الوضع أكثر.
وفي سياق متصل، حذرت السفارة من أن استخدام القوة لحل الأزمة المرتبطة بمصرف ليبيا المركزي يعد أمرًا غير مقبول وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة على نزاهة هذه المؤسسة الحيوية واستقرار الدولة ككل، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية محتملة على وضع ليبيا ضمن النظام المالي الدولي.
ودعت السفارة جميع الأطراف الليبية إلى الانخراط في حوار جاد وشامل تحت رعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية تضمن توزيع الثروات بشكل عادل وتحقيق الاستقرار السياسي المنشود.
وأكدت أن السبيل الوحيد للوصول إلى قيادة شرعية هو السماح لليبيين باختيار قادتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة تضمن تمثيل الجميع وتحقيق تطلعات الشعب.
من جانبها؛ أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن بالغ قلقها إزاء التقارير التي تشير إلى حشد القوات داخل طرابلس بما يتضمن التهديد باستخدام القوة لحل الأزمة المحيطة بمصرف ليبيا المركزي, ودعت البعثة بشكل عاجل إلى التهدئة وخفض التوتر وضبط النفس, مؤكدة أن استعراض القوة العسكرية والمواجهات المسلحة داخل الأحياء المأهولة بالسكان يعد أمراً غير مقبول ويشكل خطرًا على حياة المدنيين وأمنهم وسكينتهم.
تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوترات الأمنية الحادة في طرابلس, حيث شهدت المدينة اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة أدت لسقوط قتلى وجرحى ونزوح عدد كبير من السكان, بينما تسعى الحكومة الليبية بدعم المجتمع الدولي لاستعادة الأمن والاستقرار وإعادة الحياة الطبيعية للعاصمة وأهلها.
تعليقات