زيلينسكي في تركيا.. محادثات روسية أوكرانية بدون ترامب وبوتين

في مساء يوم الأربعاء، أعلن مسؤول أوكراني رفيع المستوى أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يتجه إلى تركيا للمشاركة بشكل شخصي في المحادثات الروسية الأوكرانية التي من المقرر عقدها يوم الخميس، مما يبرز أهمية هذا الحدث في سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمي.

تأتي هذه المشاركة كخطوة بارزة في مسار المفاوضات، خاصة بعد فترة طويلة من الجمود الذي شهدته اللقاءات المباشرة بين الطرفين منذ بداية الحرب في فبراير 2022، مما يعكس رغبة أوكرانيا في تعزيز الحوار وإعادة إحياء المساعي الدبلوماسية.

على الجانب الآخر، أفادت وسائل الإعلام الأمريكية بأن مسؤولًا في الإدارة الأمريكية أكد أن الرئيس دونالد ترامب، الذي قام مؤخرًا بزيارة إلى قطر، لن يكون حاضرًا في المحادثات المزمع إجراؤها في تركيا، كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك أيضًا بالرغم من أنه كان قد أعلن عن تشكيل وفد روسي برئاسة مساعده فلاديمير ميدينسكي.

وفي إطار التحضيرات الجارية، كشف وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها عن لقائه بنظيره الأمريكي ماركو روبيو خلال تواجدهما في تركيا، حيث ناقشا رؤية كييف للسلام وضرورة التنسيق بين الحلفاء خلال هذه الفترة الحرجة.

وأشار سيبيها إلى أن الاجتماع كان بهدف “عرض تصور الرئيس الأوكراني للتسوية السياسية وتنسيق المواقف مع الحلفاء”، مضيفًا أهمية تحقيق التفاهم مع الجانب الأمريكي لضمان وحدة الموقف الغربي خلال المحادثات المقبلة.

وفي وقت سابق، أعلن الكرملين رسميًا عن موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تشكيل وفد تفاوضي جديد للتباحث مع الجانب الأوكراني برئاسة مساعد الرئاسة فلاديمير ميدينسكي الذي لديه خبرة سابقة في جولات تفاوضية مشابهة.

وأكد بوتين عزمه على مناقشة إمكانية إجراء هذه المحادثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان يوم 15 مايو المقبل، مقترحًا استئنافها دون شروط مسبقة من الجانب الأوكراني مما يعكس رغبة روسيا في إيجاد حلول سلمية للصراع القائم.

من جانبه، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن دعمه للمبادرة الروسية وأكد استعداد بلاده لاستضافة جولة جديدة من المفاوضات في إسطنبول استمرارًا للدور الإيجابي الذي لعبته تركيا خلال مراحل النزاع السابقة وخاصةً عام 2022.

تجدر الإشارة إلى أن أنقرة كانت قد قدمت منصة لجولة تفاوضية مهمة عُقدت بتاريخ 29 مارس 2022 والتي اعتبرت الأقرب لتحقيق تقدم قبل أن تتعثر لاحقاً نتيجة الاختلافات القائمة بين الأطراف المعنية.

ومن المهم ملاحظة أن المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا توقفت منذ الربيع الماضي لعام 2022 بعد محاولتين تفاوضيتين لم تسفرا عن نتائج ملموسة سواءً في العاصمة البيلاروسية مينسك أو إسطنبول حيث قدمت كييف مبادئ مكتوبة تضمنت الالتزام بالحياد وعدم السماح بنشر أسلحة أجنبية بما فيها النووية على أراضيها.