الرئيس السيسي يقود الدبلوماسية المصرية بحنكة لوقف العدوان على غزة..

الرئيس السيسي يقود الدبلوماسية المصرية بحنكة لوقف العدوان على غزة..

أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر تشارك بقوة وفعالية في القمة العربية الرابعة والثلاثين التي تُعقد في العاصمة العراقية (بغداد)، حيث قدم التهنئة للعراق الشقيق بمناسبة استضافته لهذه القمة المهمة.

وفي تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الرابعة والثلاثين المقررة يوم السبت المقبل، أشار وزير الخارجية إلى أن هذه القمة تأتي في ظل تحديات عدة تواجه العالم العربي والدول العربية، بعضها وجودي وبعضها يمس بشكل مباشر الأمن العربي.

ووصف الوزير قمة بغداد بأنها حدث مهم يُعقد في توقيت بالغ الأهمية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأولى، خاصةً مع التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، لاسيما في قطاع غزة والضفة الغربية، نتيجة الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل على المواطنين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني.

كما أشار إلى أنه سيتم عقد قمة ثلاثية بين مصر والعراق والأردن على هامش القمة العربية، وذلك في إطار آلية التنسيق والتعاون الثلاثي بين الدول الثلاث؛ وهي عملية فعّالة تركز على المشروعات المشتركة التي تهدف إلى تحقيق الرفاهية والازدهار لشعوب هذه الدول.

وأضاف أن هناك مشروعات مشتركة في مجالات الكهرباء والبنية التحتية والربط المشترك، وأن هذه القمة ستعطي دفعة قوية للعمل على تنفيذ تلك المشاريع بسرعة أكبر لتحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث الشقيقة.

وعند سؤاله عن جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة وإنجاز صفقة التبادل، قال وزير الخارجية إن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يقود التحرك الدبلوماسي المصري بحكمة من خلال اتصالاته المكثفة مع قادة دول العالم ودبلوماسية القمم بهدف وقف العدوان الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودفع المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين بأسرع وقت ممكن.

وأشار إلى زيارة السيد الرئيس السيسي لموسكو مؤخرًا حيث تم تناول الملف الفلسطيني خلال مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أوضح أن مصر تجري اتصالات مكثفة مع الجانب الأوروبي للتحضير لمؤتمر مهم سيُعقد في نيويورك منتصف يونيو المقبل ضمن إطار حل الدولتين، حيث تتولى مصر وبريطانيا رئاسة إحدى مجموعات العمل ضمن هذه المبادرة.

وأكد أنهم يبذلون كل جهد ممكن مع الأوروبيين للضغط على الجانب الإسرائيلي ليلتزم بوقف إطلاق النار والعودة إلى المرحلة الثانية من اتفاق 19 يناير والعمل على الدخول في المفاوضات وفقًا لهذه المرحلة.

وشدد وزير الخارجية على أنه خلال المرحلة الأولى من آفاق وقف إطلاق النار في غزة تمكنا من إطلاق سراح أكثر من 31 رهينة مما يعكس نجاحًا واضحًا لتلك المرحلة. كما أكد وجود تعاون وتنسيق مستمر مع الأشقاء العرب والدول الإسلامية عبر اللجنة الوزارية العربية الإسلامية التي تضم سبع دول برئاسة مصر للعمل نحو وقف إطلاق النار.

وأشار إلى تحركات مكثفة تقوم بها مصر مع دول أوروبية رئيسية لدفعها نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية معتبرًا أنه لا يمكن إعطاء حق الفيتو لدولة معينة تعيق كل مساعي السلام وترفض مبدأ الدولتين. وأكد استمرار الجهود المصرية والتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية بما يحقق الأهداف المرجوة.

وقال إن مصر تواصل بذل كل جهد ممكن لوقف حمام الدم وصيانة أرواح الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني والعمل بشكل عاجل لفك الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع خصوصاً بعد مرور أكثر من 65 يومًا دون دخول أي شاحنة تحمل مساعدات إنسانية بسبب السياسات الإسرائيلية التعسفية والانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية.

كما أكد وزير الخارجية استمرار الجهود المصرية بالتعاون مع الأشقاء في قطر والتي أسفرت عن إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الذي يحمل أيضًا الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر كخطوة هامة للغاية نأمل أن تسهم في خلق بيئة إيجابية تدفع نحو الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واستدامته بما يؤدي إلى العودة لاتفاق 19 يناير 2025 الذي تم التوصل إليه قبل انتهاكه بواسطة إسرائيل وعودتها للاعتداءات ضد قطاع غزة.

وشدد الوزير على استمرار الجهود المصرية لدعم وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات. وأوضح أن سياسة إسرائيل عبر حصار القطاع واستخدام التجويع كسلاح للعقاب الجماعي تعتبر خرقا فاضحا لكل القرارات الأممية والمواثيق الدولية خاصة القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع التي تفرض مسؤوليات محددة على الدولة المحتلة فيما يتعلق بوصول المواد الأساسية والغذائية والطبية للمواطنين الخاضعين للاحتلال.

ونوه الوزير بأنهم يبذلون جهوداً ضخمة ليست فقط عبر المباحثات وجهود الوساطة بين مصر وقطر بل أيضًا بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكذلك تحركات مكثفة مع الفاعلين الدوليين. وعند سؤاله حول إعادة الإعمار بغزة أكد الوزير أنهم ينتظرون توصل الأطراف لاتفاق لوقف إطلاق النار حتى يتمكنوا من دفع عقد مؤتمر القاهرة الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة لتنفيذ خطة عربية إسلامية أقرتها القمة العربية الطارئة السابقة.

وأضاف أنهم انتهوا من جميع الترتيبات بالتنسيق مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والوكالات التابعة للأمم المتحدة للإعداد الجيد لهذا المؤتمر بينما ينتظر الجميع الآن الوصول إلى وقف لإطلاق النار يسمح بعقد المؤتمر وسط أجواء إيجابية تتيح حشد التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات التعافي المبكر وإعادة الإعمار وفق الخطط المعتمدة المتفق عليها .