الكنيسة تحتفل بنياحة البابا أثناسيوس الرسولي حامى الإيمان.. ذكرى مميزة لا تُنسى

الكنيسة تحتفل بنياحة البابا أثناسيوس الرسولي حامى الإيمان.. ذكرى مميزة لا تُنسى

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس، الموافق 7 بشنس حسب التقويم القبطي، بعيد نياحة البطريرك الـ 20 في تاريخ الكنيسة، الملقب بـ “حامى الإيمان”.

البابا أثناسيوس الرسولي

في مثل هذا اليوم من سنة 89 ش (373) تنيح البابا العظيم الأنبا أثناسيوس الرسولي العشرين من باباوات الكرازة المرقسية، وقد وُلِد هذا الأب من أبوين وثنيين نحو سنتي 295 و298 م.

وُلد القديس أثناسيوس الرسولي في صعيد مصر، حيث نزحت أسرته إلى الإسكندرية بعد وفاة والده ليشاهده البابا ألكسندروس وهو يقوم بدور عماد أصدقاء له على شاطئ البحر، فاستدعاه وحاوره وأحبّه وقبله تلميذاً له وسكرتيراً خاصاً، وكان ذلك بمثابة إعداد إلهي له للعمل على مستوى عام وشامل.

لم يكن أثناسيوس مشغولاً بالأعمال الإدارية فقط بل ركز بشكل أكبر على الدراسة العلمية والفلسفية والأدبية والقانونية، كما أولى اهتماماً خاصاً للدراسات الإنجيلية اللاهوتية بناءً على التراث الآبائي، وكان مما ألهب قلبه أن بعض معلميه الذين درس لهم استشهدوا في شبابه، وربما شهد بنفسه شهادتهم بسبب تمسكهم بالإيمان بالسيد المسيح، فتلك الكلمات كانت تشكل دافعًا كبيرًا له للجهاد حتى الموت.

أما بالنسبة للجانب النسكي فقد تتلمذ لفترة لدى القديس أنبا أنطونيوس الملقب بأبو الرهبان الذي يعتبر أول راهب في التاريخ المسيحي، وقد ألهمه زهد العالم وحبه للعبادة والتأمل وعدم الخوف من الموت.

يتجلى نضوج أثناسيوس المبكر من خلال كتابيه “ضد الوثنيين” و”كتاب تجسد الكلمة”، اللذين كتبهما قبل عام 319 م؛ حيث دعا الأول الوثنيين إلى ترك الوثنية بينما عرض الثاني فكرًا لاهوتيًا بأسلوب علمي عن التجسد الإلهي.

بطريرك لمدة 47 عامًا

عندما توفي البابا ألكسندروس عام 328 م حاول أثناسيوس الهروب حين وجد رجال الإكليروس مع الشعب يلحون على سيامته أسقفًا للإسكندرية باستثناء قلة من الأريوسيين والميليتيين الذين كانوا يحاولون الانشقاق عن الكنيسة.

تمت سيامته أسقفًا على الإسكندرية وبابا للكرازة وهو شاب يبلغ حوالي الثلاثين من عمره وظل سبع سنوات في جوٍ هادئ ساهم فيه بتأسيس كنيسة إثيوبيا عبر سيامة فرمنتيوس أسقفًا عليها حوالي سنة 330 م رغم اختلاف الآراء حول تاريخ تأسيسها الدقيق والذي قد يكون حول عام 357 م. وخلال هذه الفترة قام بزيارة رعوية لصعيد مصر حيث التقى بالقديس باخوميوس الذي كان يخشى أن يرسمه كاهنًا.

من الجدير بالذكر أنه نظرًا لمكانة القديس أثناسيوس الرسولي الرفيعة في الكنيسة القبطية فإن هناك العديد من الكنائس التي تحمل اسمه داخل مصر وخارجها. وعاش البابا أثناسيوس بطريركًا للكنيسة القبطية لمدة 47 عامًا إذ وُلِد سنة 298 وتوفي سنة 373 مما يعني أنه عاش حتى سن الخامسة والسبعين نصفها تقريباً كان بطريركًا للكنيسة.