
أوضح السفير الدكتور محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية الرابعة والثلاثين التي تعقد في العاصمة العراقية بغداد تأتي في وقت دقيق للغاية، حيث تزامنت مع جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتسهيل تبادل الأسرى والرهائن، بالإضافة إلى إعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
كما أضاف حجازي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم (الجمعة) أن “قمة بغداد” تتزامن أيضاً مع الذكرى السابعة والسبعين للنكبة وبدء المشروع الاستيطاني على أرض فلسطين، فضلاً عن المحاولات المستمرة لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري لأهالي قطاع غزة، وهو ما قوبل برفض واضح من الدول العربية وعلى رأسها مصر.
وواصل حديثه قائلاً إن “قمة بغداد” تحيط بها العديد من القضايا الملحة المتعلقة بالأزمات التي تواجه البلدان العربية، إلا أن القضية الفلسطينية تظل الأكثر إلحاحاً خاصةً في ظل استمرار الحرب والإبادة الجماعية وسياسة التجويع ومحاولات التهجير وإخراج السكان من وطنهم، وقد زاد الأمر قلقاً بعد الطرح الجديد الذي قدمه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول إمكانية أن تكون غزة تحت الإدارة الأمريكية.
وشدد السفير حجازي على أن هذه الاقتراحات أو السيناريوهات بعيدة تماماً عن الحلول المناسبة لقضية شعب عانى لعقود طويلة ولا يزال يواجه احتلالاً استيطانياً يشكل تهديداً ليس فقط لفلسطين بل للمنطقة بأسرها وللقيم الإنسانية بشكل عام نظراً للممارسات غير المقبولة التي تتم هناك.
وأكد ضرورة اتخاذ موقف عربي قوي وشامل تجاه هذه الممارسات الإسرائيلية التي تتجاهل القوانين الدولية والقيم الإنسانية، وهذا ما ينتظره المواطنون العرب من “قمة بغداد”.
وأشار إلى أن القمة التي سيشارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ستقدم الدعم الدبلوماسي والمعنوي اللازم للقضية الفلسطينية وستعيد التأكيد على أهمية تنفيذ خطة إعادة إعمار غزة التي تم تبنيها خلال القمة العربية الاستثنائية بالقاهرة، لنؤكد بعد ذلك على ضرورة الدعم الدولي للقضية الفلسطينية خاصةً في ضوء المؤتمر الذي ستدعو إليه فرنسا والمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة الشهر المقبل لتعزيز حل الدولتين، بالإضافة لمؤتمر إعادة الإعمار الذي ستدعوه مصر والأمم المتحدة حال التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق أن استضافة العاصمة بغداد للقمة العربية الـ34 تعكس عودة العراق لممارسة دوره العربي الأصلي واستعادة جهوده في تعزيز العلاقات العربية-العربية والتعاون المشترك.
كما أكد حجازي أهمية القضايا المدرجة على جدول أعمال القمة بجانب الأزمات والاضطرابات التي تهدد الأمن القومي العربي والمتعلقة بالأوضاع في سوريا ولبنان واليمن والسودان والصومال والبحر الأحمر إضافةً إلى فلسطين، فضلاً عن مناقشة القمة الاقتصادية الثالثة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي والتي ستبحث تطور منطقة التجارة الحرة العربية وآفاق التعاون الاقتصادي بين الدول العربية ودفع جهود التنمية بما يسهم في بناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.
تعليقات