
في ختام جولة المفاوضات المباشرة التي عُقدت في إسطنبول، أعلن فلاديمير ميدينسكي، رئيس الوفد الروسي، عن رضا موسكو العام عن نتائج المحادثات، حيث عبّر عن استعداد بلاده لمواصلة الحوار من أجل الوصول إلى حلول دائمة.
وأشار ميدينسكي إلى أن الطرفين توصلا إلى اتفاق لتبادل 1000 أسير من كل جانب، وهو أكبر تبادل منذ اندلاع النزاع في عام 2022، واصفًا ذلك بأنه خطوة إيجابية نحو بناء الثقة بين الجانبين وتعزيز فرص السلام.
كما تم الاتفاق على تقديم مقترحات مكتوبة بشأن وقف إطلاق النار، مع وجود احتمال لعقد لقاء بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، وهو ما ستدرسه موسكو في الفترة المقبلة بما يتماشى مع تطورات الأوضاع.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار، إذ رفضت روسيا مقترحًا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا قدمته الولايات المتحدة وأوروبا، وطرحت بدلاً من ذلك مطالب تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق متنازع عليها، وهو ما رفضته كييف بشكل قاطع.
من جانبه، انتقد الرئيس الأوكراني عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمحادثات، معتبرًا ذلك دليلاً على عدم جدية موسكو في السعي نحو تحقيق السلام المستدام. كما أشار إلى أن الوفد الروسي لا يمتلك الصلاحيات الكافية لاتخاذ قرارات حاسمة؛ مما يعيق تقدم المفاوضات ويعكس حالة الارتباك القائمة.
وعلى الصعيد الدولي، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات يتطلب لقاءً مباشرًا بين الرئيسين ترامب وبوتين. وقد أبدى الطرفان استعدادًا مبدئيًا لهذا اللقاء رغم استمرار الشكوك حول جدوى المفاوضات الحالية وتأثيرها على الوضع القائم.
تأتي هذه المحادثات في ظل استمرار العمليات العسكرية المتصاعدة؛ حيث شهدت مناطق مثل كوبيانسك هجمات بطائرات مسيّرة مما يعكس هشاشة الوضع الميداني والتوتر المستمر. ورغم هذه التحديات الكبيرة التي تواجه الجانبين، تعتبر هذه الجولة من المفاوضات خطوة أولى نحو استئناف الحوار المباشر بين الطرفين بعد انقطاع دام ثلاث سنوات وهي فرصة قد تُعيد الأمل للسلام المنشود.
تعليقات