48 ساعة من الزلازل ت震 العالم.. تركيا وكاليفورنيا واليابان في قلب العاصفة

48 ساعة من الزلازل ت震 العالم.. تركيا وكاليفورنيا واليابان في قلب العاصفة

عاش العالم في الآونة الأخيرة سلسلة من الهزات الأرضية المتتالية التي ضربت العديد من المدن الكبرى، مما أثار قلق السكان والسلطات المعنية بمراقبة الزلازل والكوارث الطبيعية.

تأتي هذه الهزات في سياق نشاط زلزالي متزايد، تم رصده بشكل ملحوظ خلال الـ 48 ساعة الماضية، وشمل مناطق متنوعة مثل تركيا واليابان ودول أخرى، مما يدفع الخبراء للتساؤل حول طبيعة هذا التصاعد ومدى تأثيره على المدى القريب.

في تركيا، سجلت هيئة الكوارث والطوارئ زلزالاً بلغت قوته 5.0 درجات على مقياس ريختر في منطقة “كولو” التابعة لولاية قونية وسط البلاد.

وقع الزلزال على عمق 10 كيلومترات فقط، ما جعله محسوساً بشكل واضح في العاصمة أنقرة والمدن المجاورة.

وعلى الرغم من عدم تسجيل أي ضحايا، إلا أن هذا الحدث أثار مخاوف حقيقية من تكرار السيناريو المدمر الذي شهدته جنوب تركيا في فبراير 2023.

المثير للاهتمام هو أن هذا الزلزال جاء بعد سلسلة من الهزات في منطقة مرمرة، مما دفع السلطات التركية إلى تكثيف جهود الترميم والتحصين، خاصةً في المواقع الأثرية الحساسة مثل “آيا صوفيا” في إسطنبول، حيث تجري حالياً أكبر عملية ترميم منذ أكثر من 15 قرناً بسبب هشاشتها أمام الزلازل المحتملة.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فقد شهدت ولاية كاليفورنيا ثلاث هزات أرضية خلال يوم واحد فقط تركزت في منطقة “ألامو”، وبلغ أقوى هذه الهزات 2.9 درجات.

ورغم تصنيفها ضمن الزلازل الخفيفة، فإن تكرارها يسلط الضوء مجدداً على خطورة الصدع الزلزالي المعروف باسم “سان أندرياس”، الذي يهدد مناطق واسعة من الولاية باحتمالية وقوع زلزال كبير في أي لحظة.

وقد رصدت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) نشاطًا زلزاليًا على طول صدع سان أندرياس الممتد لمسافة 800 ميل من رأس ميندوسينو شمالاً إلى بحر سالتون جنوباً وفقاً لما ذكرته صحيفة ديلي ميل.

بينما تراوحت قوة زلازل يوم الجمعة بين 2.5 و2.9 درجة، أشار العلماء إلى أنه يمكن الشعور بقوة 2.5 درجة أو أكثر وقد تتسبب في إصابات وأضرار.

حتى الآن لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو أضرار نتيجة لهذه الهزات.

ودعت السلطات الأمريكية السكان إلى مراجعة خطط الطوارئ المنزلية وخاصةً في المناطق الأكثر عرضة للهزات الأرضية.

وفي أقصى شرق آسيا، تعرضت اليابان لزلزال بقوة 5.0 درجات ضرب جزيرة هوكايدو وبعمق بلغ 101 كيلومتر إضافةً إلى زلزال سابق وقع قبل ثلاثة أيام شمال شرق محافظة آموري بلغت شدته 5.3 درجات تبعه عدد من الهزات الارتدادية.

وتعتبر اليابان واحدة من أكثر الدول استعدادًا لمواجهة هذه الكوارث الطبيعية ورغم ذلك لم تسجل خسائر كبيرة لكن المؤسسات العلمية اليابانية بدأت تراقب النشاط المتزايد عن كثب.

تشير سلسلة الزلازل التي تعرض لها كوكبنا إلى ضرورة الاستعداد المستمر لمثل هذه الكوارث الطبيعية خاصةً مع تطورات المناخ العالمي وزيادة الكثافة السكانية في المدن الكبرى.

كما تعيد التأكيد على أهمية تحديث أنظمة الإنذار المبكر وتعزيز البنى التحتية المقاومة للهزات وهو ما يتطلب تنسيقًا دوليًا وجهودًا بحثية مستمرة لفهم طبيعة هذه الظواهر والتقليل من آثارها المحتملة على البشر والمنشآت.