
في مساء يوم الجمعة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء حملة عسكرية جديدة تحت اسم “عربات جدعون”، حيث أشار إلى أن هذه الحملة تتضمن توسيع نطاق المعارك البرية وتنفيذ ضربات مكثفة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفي بيان له، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن “الجيش بدأ بتنفيذ ضربات واسعة النطاق ونقل قوات للسيطرة على مناطق استراتيجية داخل قطاع غزة”، مؤكدًا أن هذه التحركات تأتي كجزء من المرحلة الأولى من العملية التي تهدف، كما ذكر، إلى “تحقيق جميع أهداف الحرب، بما في ذلك القضاء على حركة حماس وتحرير المختطفين”.
وقد كشفت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق عن تفاصيل الحملة، موضحة أن عملية “مركبات جدعون” تهدف إلى اجتياح كامل القطاع ودفع السكان الفلسطينيين نحو محافظة رفح ثم إلى محيط مطار رامون، وهو سيناريو يتماشى مع التقارير السابقة التي تحدثت عن نية إسرائيل تنفيذ خطة لتهجير قسري لسكان غزة.
وتأتي هذه العملية بعد مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، مما اعتبرته تقارير عبرية بمثابة ضوء أخضر لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع وسط تحذيرات دولية متزايدة من كارثة إنسانية وشيكة.
من ناحية أخرى، أصدرت سبع دول أوروبية تشمل النرويج وأيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا وسلوفينيا وإسبانيا بيانًا مشتركًا يوم الجمعة عبّرت فيه عن بالغ القلق إزاء التدهور الإنساني في غزة، داعيةً إلى وقف فوري للعمليات العسكرية ورفع الحصار الإسرائيلي.
وأكد البيان الصادر عن الحكومة النرويجية أن “أكثر من 50,000 فلسطيني فقدوا حياتهم حتى الآن وهناك الآلاف غيرهم يواجهون خطر المجاعة في الأيام المقبلة”، مضيفًا أن هذه تمثل “كارثة إنسانية من صنع الإنسان تحدث أمام أعين المجتمع الدولي”.
كما دعت الدول الموقعة إلى ضرورة وقف العمليات العسكرية فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية مثل أونروا من الوصول الكامل للسكان المحاصرين في القطاع.
وأدان البيان الأوروبي أيضًا تصاعد العنف في الضفة الغربية والقدس الشرقية مشيرًا إلى تزايد اعتداءات المستوطنين وتوسيع المستوطنات بالإضافة إلى تصعيد الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية في تلك المناطق.
وحذر من أن “التهجير القسري أو تغيير التركيبة السكانية” يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل بالتزاماتها القانونية والإنسانية وعدم استخدام الحرب كوسيلة لإعادة رسم الواقع الجغرافي والديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما جددت الدول الأوروبية التزامها بدعم حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره داعيةً إلى تحرك دولي فوري لإنهاء الكارثة الإنسانية وتبني مسار سياسي يسهم في تحقيق سلام عادل ودائم.
تعليقات