الهند تعلن عن استعدادها لإلغاء الرسوم على السلع الأمريكية.. ماذا يعني ذلك للاقتصاد العالمي؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهند أبدت استعدادًا تامًا لخفض الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية بنسبة 100%، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه ليس في عجلة من أمره للتوصل إلى اتفاق تجاري شامل مع نيودلهي حاليًا، رغم كونها رابع أكبر اقتصاد عالمي.

وفي حديثه مع شبكة “فوكس نيوز”، أوضح ترامب أن الحكومة الهندية تهدف إلى تقليل الحواجز التجارية التي كانت تعيق الصادرات الأمريكية لفترة طويلة، وأشار بقوله: “إنهم يجعلون ممارسة الأعمال التجارية شبه مستحيلة… ولكنهم الآن مستعدون لخفض رسومهم الجمركية بنسبة 100% لصالح الولايات المتحدة”

وعندما سُئل ترامب عن موعد محتمل لإبرام الاتفاق، أجاب قائلاً: “سيأتي ذلك قريبًا، لكنني لست مستعجلًا. انظروا، الجميع يرغب في إبرام صفقات معنا، لكن هذا لا يعني أنني سأوقع صفقات مع الجميع”. ويعكس هذا التصريح أسلوب ترامب التفاوضي المعروف الذي يعتمد على الضغط والمماطلة لتحقيق شروط أفضل للولايات المتحدة في الاتفاقيات التجارية

وفي سياق متصل، تستعد العاصمتان الأمريكية والهندية لجولة جديدة من المحادثات التجارية الثنائية، والتي يُنتظر أن تقودها نيودلهي بوفد رسمي برئاسة وزير التجارة والصناعة بيوش جويال.

وسيجتمع جويال خلال المفاوضات التي تمتد لأربعة أيام مع عدد من المسؤولين الأمريكيين البارزين مثل الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير ووزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك. وتولي كل من واشنطن ودلهي أهمية كبيرة لهذه المفاوضات، حيث قد تمهد الطريق لإعلان المرحلة الأولى من اتفاق تجاري مؤقت في أكتوبر المقبل.

تسعى الدولتان للاستفادة من فترة تعليق الرسوم الجمركية التي تستمر لمدة 90 يومًا لتحقيق تقدم ملموس في الملفات العالقة وتحقيق “انتصارات مبكرة متبادلة”، وفق ما أفادت به وكالة “برس تراست أوف إنديا”. وقد قامت الولايات المتحدة بتعليق رسوم جمركية بنسبة 26% على الواردات الهندية حتى 9 يوليو المقبل، كخطوة تهدف لتضييق الفجوة التجارية بين البلدين، ومع ذلك فإن التعريفة الأساسية بنسبة 10% لا تزال سارية كما أعلن ترامب في بداية أبريل.

تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الإقليم توترًا سياسيًا ملحوظًا، حيث كشف ترامب سابقًا عن تدخله لوقف التصعيد بين الهند وباكستان مشيرًا إلى أنه هدد بوقف العلاقات التجارية مع الجانبين إذا لم يتم احتواء التوترات.

وقال للصحفيين في البيت الأبيض: “إذا أوقفتم ذلك، فسنقوم بالتجارة.. وإذا لم توقفوه فلن نقوم بأي تجارة”، مما يعكس محاولته استخدام النفوذ الاقتصادي كوسيلة ضغط سياسية فعالة