
أصدر مؤخرًا الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ديوان شعري يحمل عنوان “النهر المحترق” للشاعر الفنزويلي خورخي رودريغيث غوميث، وقد تم ترجمته وتقديمه من قبل الدكتور خالد سالم.
هذا الإصدار يأتي في إطار استعدادات مصر للمشاركة كضيف شرف في معرض فنزويلا الدولي للكتاب خلال دورته المقبلة.
يمثل هذا الديوان تجربة إنسانية عميقة تركز على رثاء الأب، حيث يعبر الشاعر عن أحزانه وآلامه من خلال قصائد تحمل رمزية “النهر الذي التهمته النيران”، مما يعكس مشاعر الفقد والموت والحزن، وتتجلى مأساة إنسانية واضحة في موت الأب، فتتحول ليالي الجمعة إلى محطات ألم، بينما تأتي صباحات السبت باكية تعبيرًا عن جلال الموت وسكونه.
يتفاعل الشاعر مع الطبيعة بكل تجلياتها، ويعكس ألمه عبر النهر والطيور والأشجار، ليخلق مشاهد حية تحمل مزيجًا من الحزن والحنين والفقد، لكنها تتضمن أيضًا ومضات من الأمل؛ فكما ينبلج القمر من بين ظلمات الليل، يرسل الشاعر رسالة رجاء وسط الحزن تعبر عن ما تمر به فنزويلا من أزمات وصراع في سبيل السيادة والاستقلال أمام قوى الاستعمار.
يحمل النص بين طياته أصداء الواقعية السحرية التي تميز أدب أمريكا اللاتينية، حيث يسعى الابن للبحث عن والده وسط رموز الموت والحياة في مشهد حلمي ممتد دون الحاجة لاسترجاع زمني كما جسده الروائي المكسيكي خوان رولفو في روايته الشهيرة “بدرو بارامو”.
من خلال هذا الديوان، تسلط هيئة الكتاب الضوء على عمق التبادل الثقافي بين مصر وفنزويلا وتُسهم بشكل فعال في تعزيز الحوار الأدبي الإنساني ضمن فعاليات معرض فنزويلا الدولي للكتاب.
الشاعر خورخي رودريغيث غوميث قد شغل العديد من المناصب الرفيعة في فنزويلا مثل نائب رئيس الدولة ووزير الإعلام والاتصالات، وحاليًا يتولى رئاسة الجمعية العامة التي تعتبر قمة السلطة التشريعية في البلاد، وذلك ضمن مسار الشعب للدفاع عن حقوقه في الحياة والسلام وتطوير بلده تحت قيادة الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي يعد وريث خط سلفه هوغو تشافيز.
تعليقات