
في إطار فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي الـ78، استضاف الجناح المصري ندوة مميزة تناولت مستقبل المهرجانات السينمائية العربية، بحضور مجموعة من أبرز صنّاع السينما ومديري المهرجانات في المنطقة، حيث كانت الأجواء مليئة بالنقاشات المثمرة والأفكار الجديدة.
شارك في هذه الندوة كل من: محمد طارق، المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وطارق بن شعبان، مدير أيام قرطاج السينمائية، وأندرو محسن، مدير البرمجة بمهرجان الجونة السينمائي، بالإضافة إلى Rémi Bonhomme، المدير الفني للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
تناول المشاركون خلال النقاش أهمية تعزيز التعاون بين المهرجانات العربية المختلفة، خاصة فيما يتعلق بتوزيع وعرض الأفلام العربية، مؤكدين على ضرورة تجاوز مفهوم “العرض الأول الحصري” داخل العالم العربي لما يسببه من ضرر لبعض الأعمال التي تستحق فرصًا أوسع للعرض والتفاعل الجماهيري.
وأشار ريمي بونوم إلى أهمية أن يتساءل صانع الفيلم دائمًا عن ما يمكن أن يقدمه له المهرجان، مؤكدًا أن الهدف ليس دعم المهرجانات بحد ذاتها بل دعم مسيرة الفيلم وصانعيه لتحقيق نتائج ملموسة تعود بالفائدة على الجميع.
وفي هذا السياق، أوضح طارق بن شعبان أن أيام قرطاج السينمائية لا تشترط على صانع الفيلم إعادة نسخة نهائية بعد حصوله على دعم من المهرجان، مما يعكس حق الجمهور التونسي في مشاهدة تلك الأفلام والاستمتاع بها.
أما أندرو محسن فقد انتقد بشدة القيود المفروضة على عرض الفيلم في مهرجان عربي واحد فقط، مشددًا على أن هذا التوجه يؤدي إلى ما وصفه بـ”قتل الفيلم” وحرمان جمهور واسع من فرصة مشاهدته والاستمتاع به.
من جهته أكد محمد طارق أن مهرجان القاهرة يحتضن جمهورًا ضخمًا ومتنوّعًا مما يستدعي تقديم باقة من الأفلام تجمع بين الطابع الفني والجماهيري؛ حيث لا يمانع المهرجان في عرض أفلام سبق تقديمها في مهرجانات أخرى إيمانًا بأهمية إتاحة الفرصة أمام الجمهور للتفاعل مع هذه الأعمال ومناقشتها في أكثر من مدينة عربية.
يتولى الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قيادة وفد مهرجان القاهرة السينمائي في مهرجان كان ويشارك في عدد من الجلسات النقاشية المهمة والشراكات التي سيتم الإعلان عنها لاحقًا بحضور النقاد محمد طارق المدير الفني ومحمد سيد عبد الرحيم مدير ملتقى القاهرة السينمائي ومحمد نبيل مدير المسابقة العربية ومبرمج الأفلام العربية بالمهرجان ومروة أبو عيش مديرة البرامج الموازية.
تعكس هذه المشاركة الاستثنائية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في مهرجان كان 2025 التزام مصر بدورها الريادي في صناعة السينما ليس فقط على المستوى العربي بل أيضًا على الساحة الدولية؛ حيث تُعد هذه الخطوة بداية جديدة لعصر من التعاون والإبداع السينمائي الذي يربط بين الشرق والغرب مما يبشر بمستقبل واعد لصناعة الفن السابع.
تعليقات