في قمة بغداد التي انعقدت اليوم السبت، دعا القادة العرب إلى ضرورة إنهاء الحرب في غزة بشكل عاجل، حيث اتهموا إسرائيل بلغة أكثر حدة بمحاولتها طرد الفلسطينيين من القطاع بالكامل، وذلك بعد تصعيدها الكبير في حملة القصف، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني.
منذ يوم الخميس الماضي، أسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل مئات الفلسطينيين، في واحدة من أعنف موجات القصف التي شهدها القطاع منذ انهيار الهدنة في مارس، بينما اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته في الشرق الأوسط يوم الجمعة وسط تصاعد التوترات.
وفي هذا السياق، وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تعتبر بلاده أحد الوسطاء الرئيسيين في محادثات السلام المتعلقة بغزة، تصرفات إسرائيل بأنها “جرائم ممنهجة” تهدف إلى “محو وإبادة” الشعب الفلسطيني و”إنهاء وجودهم في قطاع غزة”، مشددًا على أهمية التحرك الدولي لإنقاذ المدنيين.
كما أشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال القمة إلى أن الأفعال الإسرائيلية تمثل إبادة جماعية تستدعي تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي.
وفي كلمة له خلال القمة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه “لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”، داعيًا الدول الأعضاء إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذه الانتهاكات.
بعد فترة هدوء استمرت ستة أسابيع، عادت إسرائيل لتفرض حصارًا شاملًا على غزة وتستأنف حملتها العسكرية منذ مارس الماضي مما أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية وللأحياء السكنية.
أسفرت الحملة العسكرية عن نزوح ما يقرب من جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة واستشهاد أكثر من 53 ألف شخص وفقًا لسلطات الصحة الفلسطينية في غزة.
تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية الضرورية للمدنيين المحاصرين هناك.
هذا وقد طلب توم فليتشر، منسق الإغاثة لدى الأمم المتحدة، من مجلس الأمن هذا الأسبوع النظر فيما إذا كان سيتخذ إجراءات فعالة لـ”منع الإبادة الجماعية”، مؤكدًا على ضرورة حماية المدنيين.
على صعيد آخر، أعلن رئيس الوزراء العراقي عن إنشاء صندوق لإعادة إعمار الدول العربية المتضررة بعد الحرب مع تعهد أولي بقيمة 20 مليون دولار لكل من غزة ولبنان حيث تعرضت مناطق واسعة للتدمير خلال الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله العام الماضي.
تعليقات