يوم الطبيب البيطري.. 420 ألف ضحية سنويًا من الأمراض المنقولة عبر الغذاء

يوم الطبيب البيطري.. 420 ألف ضحية سنويًا من الأمراض المنقولة عبر الغذاء

شهدت الاحتفالية السنوية بـ «اليوم العالمي للطبيب البيطري» مشاركة واسعة من عدد كبير من رجالات الدولة، حيث كان في مقدمتهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، وذلك اليوم السبت تحت شعار «منظومة متكاملة لتنمية مستدامة»، وقد جاءت الدعوة من الدكتور مجدي حسن، النقيب العام للأطباء البيطريين، وذلك تقديراً للدور الحيوي الذي يلعبه الطبيب البيطري في الحفاظ على صحة الحيوانات والإنسان والبيئة، وتعزيز مفهوم «الصحة الواحدة».

احتضنت هذه الفعالية نقابة الأطباء البيطريين بأحد فنادق العاصمة الإدارية الجديدة بحضور كوكبة من الشخصيات البارزة مثل اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، واللواء دكتور عبدالفتاح محمد سراج محافظ سوهاج، واللواء أركان حرب محب الحبشي محافظ بورسعيد، إضافة إلى المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة، والدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوى، والدكتورة رولا شعبان رئيس جمعية الإمارات البيطرية وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وأعضاء النقابة بالمحافظات وممثلين عن المجلس الصحي المصري.

وفي كلمته المميزة أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان أن هذا اليوم يشكل فرصة رائعة لتكريم الأطباء البيطريين الذين يسهمون بشكل غير محدود في حماية صحة الحيوانات وضمان صحة الإنسان والحفاظ على بيئة آمنة للجميع، مشيراً إلى أن الشعار العالمي لهذا العام هو «صحة الحيوان تحتاج إلى فريق»، وهو ما يعكس حقيقة مهمة بأن حماية صحة الحيوان تتطلب جهوداً جماعية تشمل الأطباء البيطريين والبشريين والعلماء والمزارعين وصانعي السياسات والمجتمعات المحلية لأن هذا التعاون يعتبر ضرورة ملحة لوقف انتقال الأمراض عبر الأنواع المختلفة وعبر الحدود.

اليوم العالمي للطبيب البيطري

أضاف الدكتور خالد عبدالغفار أن منهجية «الصحة الواحدة» تدعو للتعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق أفضل النتائج الصحية الممكنة، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن حوالي 60% من الأمراض المعدية الناشئة هي أمراض حيوانية المنشأ أي أنها تنتقل من الحيوانات للإنسان مما يبرز الحاجة الملحة لاستراتيجيات متكاملة لمراقبة ومنع والسيطرة على تلك الأمراض.

كما أوضح أن مفهوم الصحة الواحدة ليس مجرد فكرة نظرية بل هو إطار عملي قائم على الأدلة يعترف بترابط صحة الإنسان والحيوان والبيئة ولقد أظهرت مصر التزاماً قوياً بهذا المنهج عبر تأسيس مركز الطوارئ للأمراض الحيوانية العابرة للحدود (ECTAD) عام 2011 كأول تعاون من نوعه يجمع بين قطاعات الأوبئة والمختبرات في مجالي الصحة الحيوانية والبشرية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة البيئة.

وأشار الدكتور خالد عبدالغفار أيضاً إلى الإطار الاستراتيجي الوطني للصحة الواحدة 2023–2027 والذي يمثل خريطة طريق مشتركة بين وزارة الصحة والسكان ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ووزارة البيئة تم تطويرها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، موضحاً أن هذا الإطار يهدف لتجسيد منهج الصحة الواحدة وتعزيز قدرة البلاد على إدارة المخاطر الصحية عند تقاطع الإنسان والحيوان والبيئة مع التركيز على الوقاية من الأمراض الحيوانية المنشأ والسيطرة على مقاومة مضادات الميكروبات والسلامة الغذائية وأنظمة المراقبة القادرة على مواجهة تغيرات المناخ وتطوير القوى العاملة.

وكشف نائب رئيس مجلس الوزراء عن هدف الدولة المصرية من خلال هذه الاستراتيجية لتحقيق استجابة أفضل للتهديدات الصحية والتصدي لها قبل ظهورها وهنا يأتي دور الأطباء البيطريين الذين يلعبون دوراً حيوياً في الكشف عن الأمراض والحفاظ على رفاهية الحيوانات وضمان سلامة الغذاء والاستعداد لمواجهة الأوبئة.

كما أكد الدكتور خالد عبدالغفار أهمية دور الأطباء البيطريين كحلقة وصل أساسية في مجال سلامة الغذاء لضمان توافق المنتجات الغذائية مع المعايير الصحية الوطنية والدولية وصولاً لغذاء آمن وخالٍ من التلوث حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض المنقولة عبر الغذاء تؤثر سنوياً على نحو 1 من كل 10 أشخاص حول العالم وتتسبب في وفاة حوالي 420,000 شخص سنوياً وفي مصر أصبحت جهود الأطباء البيطريين في المعامل والمراقبة عنصرًا أساسياً ضمن عمل الهيئة المصرية لسلامة الغذاء لضمان سلامة لحوم الدواجن واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والأسماك.

كما أشار نائب رئيس مجلس الوزراء إلى المخاطر الجديدة التي يجب عدم تجاهلها وهي التغيرات البيئية حيث تؤدي ارتفاع درجات الحرارة وتغير الأنظمة البيئية إلى تمدد بيئات الأمراض المنقولة عبر الحشرات مثل القراد والبعوض وفي استجابة لذلك يتعاون الأطباء البيطريون مع السلطات الصحية والبيئية لمراقبة تلك الأمراض وتطوير أدوات مراقبة حساسة للمناخ وتدريب الكوادر الصحية الجديدة المؤهلة للتعامل مع تحديات المستقبل.

وفي ختام كلمته أكد الدكتور خالد عبدالغفار أن الأطباء البيطريين ليسوا فقط حماة لصحة الحيوانات بل هم أيضاً مساهمون أساسيون في ضمان الأمن الصحي الوطني والعالمي فهم يعملون عند تقاطع الوقاية من الأمراض وسلامة الغذاء وحماية البيئة ومرونة المجتمعات قائلاً: «دعونا نؤكد مسؤوليتنا المشتركة عبر الوزارات والمؤسسات لدعم وتعزيز التعاون مع الأطباء البيطريين ودعونا نستمر في تعزيز رؤية الصحة الواحدة ليس بالكلمات فقط بل عبر السياسات والبرامج والشراكات العملية».

ومن جهته أشار الدكتور مجدي حسن النقيب العام للأطباء البيطريين إلى أهمية هذا اليوم كتقدير لمهنة عريقة ونبيلة تكريمًا لجهود حُماة الثروة الحيوانية وخط الدفاع الأول عن صحة الإنسان وسلامة غذائه مؤكدًا إدراك الدولة المصرية لأهمية الدور الذي يؤديه الطبيب البيطري ضمن منظومة التنمية الشاملة والمستدامة حيث تتطلع نقابة الأطباء البيطريين للمشاركة الفعالة في وضع سياسات صحية شاملة تضمن أعلى مستويات الجودة والكفاءة في القطاعين الصحي البشري والبيطري وتعزز مفهوم «الصحة الواحدة» ضمن الخطط الصحية للدولة.

في كلمة له ألقاها نيابة عنه الدكتور أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوى أكد الدكتور أسامة الأزهر وزير الأوقاف أهمية مهنة الطبيب البيطرى للحفاظ على الصحة العامة فهي تجسد معنى الرحمة والإحسان فالحيوان ليس كائن مهمش كما جاء بالقرآن الكريم بل يحمل حكمة وحضور رمزي ومعنوي مستشهداً بالآية الكريمة {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} فالطب البشري يتداخل بشكل وثيق مع الطب البيطرى للحفاظ علي الأمن الغذائي وتأمين الثروة الحيوانية ورسالة إنسانية عظيمة مؤكداً أهمية تكريم أصحاب الرسالات الإنسانية غير الناطقة لبناء الوعي الكامل لدى المجتمع بأهمية هذه الرسالة العظيمة.

وشدد السيد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه المهندس مصطفى الصياد نائب وزير الزراعة على أنه لا يمكن فصل صحة الإنسان عن صحة الحيوان والأبعاد المحيطة به وأن التعاون الوثيق وتكامل الجهود هو الضمان الحقيقي لمواجهة التحديات الصحية المشتركة وعلى رأسها الأمراض الوبائية والمشتركة بين الإنسان والحيوان وضمان سلامة وجودة الغذاء بدءًا من المزرعة وحتى المائدة وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة ووزارة التنمية المحلية ونقابة الأطباء البيطرين لضمان الرقابة الفعالة على الأسواق والمجازر وتطبيق الاشتراطات الصحية والبيئية وإدارة ملف الحيوانات الضالة بما يحقق السلامة العامة ويراعي الرفق بالحيوان.