
حذّر دميتري مدفيديف، رئيس مجلس الأمن الروسي، يوم السبت، من أن فشل المفاوضات السياسية قد يؤدي إلى اندلاع مرحلة أكثر شراسة ودموية في الحرب، حيث أشار إلى أن إنذارات الغرب المتعلقة بالتفاوض لا تعني بالضرورة اقتراب نهاية النزاع، بل قد تؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في الأوضاع.
وفي منشور له عبر منصة “إكس”، أوضح مدفيديف قائلاً: “على أعداء روسيا الذين يطلقون الإنذارات التفاوضية الأخيرة أن يتذكروا شيئًا بسيطًا للغاية، وهو أن المفاوضات بحد ذاتها لا توقف الأعمال القتالية”.
وأضاف أيضًا أن “المفاوضات الفاشلة قد تقودنا إلى مرحلة أكثر فظاعة من الحرب، بأسلحة أشد فتكًا، وقد تتضمن مشاركة أطراف جديدة”، مما يشير بشكل واضح إلى احتمال انزلاق دول أخرى إلى ساحة النزاع المستمر في أوكرانيا.
جاءت تصريحات مدفيديف بعد أيام قليلة من توجيه المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنذارًا لروسيا بشأن الصراع في أوكرانيا، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة للضغط على موسكو لقبول حل سياسي. ومع ذلك، لم تلقَ هذه المبادرة قبولاً في روسيا، حيث اعتبرتها شخصيات بارزة مثل مدفيديف استفزازًا يُعقّد المشهد أكثر.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “برلينر تسايتونج” الألمانية عن المؤرخ السويسري رولاند بوب وصفه لهذا الإنذار بأنه “دليل على العجز”، حيث اعتبر أن الغرب لم يعد يمتلك أدوات فعالة للضغط على روسيا سوى البيانات الإنذارية التي قد تؤدي بدورها إلى نتائج عكسية بدلاً من إحداث اختراق دبلوماسي حقيقي.
تصريحات المسئول الروسي البارز تأتي وسط مؤشرات متزايدة للجمود في الجبهة الأوكرانية، حيث يستمر الطرفان في تبادل الضربات دون تحقيق أي تقدم حاسم. كما تتصاعد التحذيرات من احتمال انخراط أوسع للقوى الغربية والشرقية في الصراع، مما قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب جغرافيًا وسياسيًا.
مدفيديف كان قد استخدم لهجة شديدة في تصريحاته خلال الأشهر الأخيرة، محذرًا من أن موسكو لن تتراجع عن معركتها وستستخدم “كل الوسائل المتاحة” للدفاع عن أمنها القومي بما فيها خيار الردع النووي عند وجود تهديدات قصوى وفق تصريحاته السابقة.
ومع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثالث دون أي أفق واضح للتسوية السلمية، تزداد التعقيدات الإقليمية والدولية بسبب تمسك كل طرف بمطالبه القصوى. إذ تواصل موسكو التأكيد على أن ضم المناطق الأوكرانية الأربع هو أمر غير قابل للنقاش بينما ترفض كييف أي تسوية لا تشمل انسحاباً روسيًا كاملًا.
تعليقات