
أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بيانًا مساء الخميس يتحدث عن استعدادات الكنيسة لاستضافة المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، والذي يأتي بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول عام 325 م.
ورحب المجمع المقدس باستضافة هذا المؤتمر الدولي، في إطار دورها ومسؤولياتها في الحركة المسكونية العالمية، تكريمًا للآباء القديسين الراحلين، وعلى رأسهم البابا البطريرك 19 والبابا أثناسيوس الرسولي البطريرك 20 وغيرهم.
كما أعلن البيان أن المؤتمر من المزمع أن ينعقد في أكتوبر 2025 تحت رعاية لجنة الإيمان والنظام & Faith Order ومجلس الكنائس العالمي WCC، ويعد هذا المؤتمر الأول الذي يُعقد في ضيافة كنيسة أرثوذكسية شرقية، ويعتبر السادس خلال مئة عام، حيث عُقد المؤتمر الأول عام 1927 في لوزان بسويسرا، والثاني عام 1937 في إدنبرغ باسكتلندا، والثالث عام 1952 في لوند بالسويد، والرابع عام 1963 في مونتريال بكندا، والخامس عام 1993 في سانتياجو بإسبانيا.
وفي هذا السياق، أكد بيان المجمع المقدس أن المؤتمر ليس مجرد حوار لاهوتي حول العقائد المسيحية، بل هو فرصة لتقديم أطروحات بحثية حول مجمع نيقية كنموذج في مواجهة الهرطقات التي تواجه الإيمان المسيحي، نظرًا لأن مجمع نيقية كان “لحظة تاريخية” حين كانت الكنيسة المسيحية في العالم واحدة.
كما أوضح بيان الكنيسة القبطية أن المؤتمر سيكون أكاديميًا، حيث تُلقى فيه الأوراق البحثية تعبيرًا عن أصحابها من الآباء والأساتذة والمختصين، وبالتالي لن تصدر عنه أية قرارات أو اتفاقيات أو توقيعات، بل ربما تصدر عنه بيانات إعلامية فقط.
ولفت البيان إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عضو في مجلس الكنائس العالمي منذ عام 1954، كما أنها عضو في المجالس الكنسية الإقليمية والمحلية، وتشارك أكثر من ثلاثمئة كنيسة وطائفة من أكثر من مئة دولة في مجلس الكنائس العالمي، حيث تشكل الكنائس الشرقية نسبة 15% فقط، بينما تبلغ نسبة الكنائس الغربية 85%.
وتأتي استضافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لهذا الحدث العالمي في إطار دورها الفعال والقوي في العمل الروحي والتقوي بين جميع الكنائس المسيحية داخل مصر وخارجها.
وأشار بيان الكنيسة الأرثوذكسية إلى أننا لسنا بمعزل عن العالم، حيث توجد لنا كنائس وأديرة قبطية في أكثر من 60 دولة، ولدينا علاقات محبة وتواصل مع الكنائس هناك، ونشارك في الحوارات اللاهوتية لشرح الإيمان الأرثوذكسي وتقديمه على أساس تاريخ كنيستنا المجيد وإيماننا المستقيم، ونصلي من أجل اتحاد الإيمان وأن تنقضي افتراقات الكنيسة.
كما تم تشكيل لجنة كنسية برئاسة نيافة الأنبا أبراهام الأسقف العام في إيبارشية لوس أنجلوس، لتنظيم أعمال المؤتمر من استقبال وإقامة وضيافة وزيارات وتغطية إعلامية، دون الدخول في برنامج المؤتمر أو المحاضرات أو الكلمات، لأن هذا من اختصاص إدارة مجلس الكنائس العالمي.
ويُذكر أنه خلال الأعوام القليلة الماضية، نجحت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر في استضافة أحداث كنسية هامة، مثل الجمعية العامة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط عام 2022، ولقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم عام 2024، ولقاء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط عام 2025، بالإضافة إلى لقاءات دولية أخرى.