إحياء الذكرى 111: تكريم الأنبا إبرام ‘حبيب الفقراء’ وتطيب رفات ذكراه (صور)

إحياء الذكرى 111: تكريم الأنبا إبرام ‘حبيب الفقراء’ وتطيب رفات ذكراه (صور)

في العاشر من يونيو، كما هو الحال كل عام، يحتفل أقباط مصر بذكرى مميزة تتمثل في مرور 111 عامًا على ذكرى الأنبا إبرام المعروف بلقب “حبيب الفقراء”، حيث تُقام احتفالات عيد القديس الأنبا إبرام، أسقف الفيوم والجيزة، في ديره الكائن بمنطقة العزب، ويبدأ الاحتفال من الثاني من يونيو ويستمر حتى العاشر من يونيو، وهو يوم عيده.

ترأس احتفالية إحياء ذكرى الأنبا إبرام نيافة الأنبا أبرآم مطران الفيوم الحالي، بالإضافة إلى عدد من الآباء والمكرسات والشعب، حيث تمت الصلوات الاحتفالية وتطييب جسد القديس المتنيح، الذي تعني كلمة “المتنيح” المستريح باللغة العربية.

بدأت مراسم إحياء ذكرى الأنبا إبرام بإخراج الصندوق الذي يحتوي على جسد القديس، والذي توفي في العاشر من يونيو عام 1914، حيث حمله الآباء القساوسة ووضعوه في الكنيسة بمنطقة “خورس الشمامسة”، ليبقى هناك طوال فترة الاحتفالات حتى العاشر من يونيو.

وفي مستهل كلمته، أوضح الأنبا مكاريوس، أسقف مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس، أهمية إحياء الذكرى وتطييب رفاته، حيث قال: “إن جسد أو رفات أو عظام أي شهيد تحظى باحترام وتقديس الناس لعدة أسباب، منها أن الشهيد أو القديس هو شخص تقدست حياته بالإيمان بالله، لدرجة أنه لم يتوانَ أو يتراخَ في تقديم حياته في حب الله.”

وأضاف: “كما أن حياة هؤلاء القديسين عمرت بالإيمان والأعمال الراقية، ووضع رفاتهم أو عظامهم أمام الناس وتطيبها بالأطياب ليس على سبيل تكريم الشخص ذاته فقط، ولكن ليكون مثلًا يحتذى به في الفضيلة والثبات على المبدأ والإيمان الراسخ.”

وتابع الأنبا مكاريوس: “إنَّ الكنيسة وفاءً لقديسيها وشهدائها، رأت من الضروري بل ومن الواجب أن تُكرِّم أجسادهم أو رفاتهم في مناسبتها.”

طقس تطييب الرفات

ترتبط عادة الاحتفاظ برفات القديسين في الكنيسة المصرية بطقس تطييب الرفات، الذي يُجرى وسط صلوات واحتفالات، حيث يُصنع حنوط البركة، وهو المادة المستخدمة في التطييب، في طبق معدني، ويقوم الكاهن بسكب زيت من العطر وزيت الناردين المعطر، وهو أحد الزيوت المقدسة لدى المسيحيين، حيث سكبته امرأة على وجه المسيح، وقد فرح بذلك، ويُخلط المزيج مع مواد كيميائية عطرة لتشكيل ما يشبه العجينة، تُتلى فوقها الصلوات والتراتيل، ويدهن بها الأنبوب المعدني الذي يحتفظ برفات القديس.

لماذا لقب بـ«رجل العطاء» للمسيحيين والمسلمين

الأنبا إبرام هو رجل عاش عمره في مساعدة الفقراء من المسلمين والمسيحيين على حد سواء، حتى لقب بـ “رجل العطاء” و”أب الفقراء والمساكين”، وقد وُصف بقديس الفيوم وحبيب الفقراء، مما جعله رمزًا من رموز الأقباط.

أما عن نشأة القديس الأنبا إبرام، فقد وُلِد عام 1829 م في قرية دلجا جنوب محافظة المنيا، واسمه في الميلاد هو “بولس غبريال”، وقد تعمد في كنيسة السيدة العذراء الأثرية، والتي تعرضت للحرق بالكامل بعد الهجوم الذي حدث على كنائس دلجا من قبل بعض المتطرفين عقب فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس 2013، وتوجه إلى دير السيدة العذراء بالمحرق، ورُسم راهبًا باسم “بولس غبريال الدلجاوي المحرقي” عام 1838 م، ثم أصبح رئيسًا لدير المحرق.

وفي عام 1964، قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعتبار الأنبا إبرام قديسًا بشكل رسمي، وإضافة اسمه إلى مجمع القديسين، حيث يُذكر اسمه في كل قداس، بعد التأكد من المعجزات التي قام بها ولا يزال، وفي عام 1987، نُقل جسده المدفون في صندوق خاص إلى أنبوبة خشبية معروضة حاليًا، ويوجد إلى جانبه عدد من المقتنيات الشخصية في مكان بارز بدير العزب.